تواصلت أمس تداعيات الأمطار التي شهدتها المناطق الشمالية، والتي خلفت 6 وفيات وإصابات ومفقودين، إضافة إلى تعليق الدراسة وإغلاق الطرق وتحطيم زجاج بعض السيارات. ففي طريف، لقيت أم وطفلاها مصرعهم غرقا أمس في وادي شعيب (10 كيلومترات غرب المحافظة)، فيما أنقذ الدفاع المدني الأب وطفلين آخرين، بعد أن علقت سيارتهم في الوادي جراء الأمطار التي سقطت على المحافظة أول من أمس، في وقت مازال البحث جاريا فيه عن طفلين آخرين داخل الوادي. كارثة عائلية وكان الأب قد طلب النجدة من شقيقه بعدما علقت سيارته بالقرب من أحد الأودية عصر أول من أمس، إلا أن السيول المفاجئة دفعت السيارة إلى داخل الوادي قبل وصول الأخ، ثم انقلبت السيارة عدة مرات جراء قوة اندفاع السيول في الوادي. إلى ذلك، استنفرت فرق الدفاع المدني بطريف والجهات الأمنية، وانتقلت إلى الموقع فور تلقي البلاغ حيث تمكنت من إنقاذ الأب وطفلين، ونقلهم إلى مستشفى طريف لتلقي العلاج اللازم، فيما عثر على الأم وطفلين آخرين متوفين داخل السيارة. كما واصلت فرق الدفاع المدني جهودها حتى ظهر أمس في البحث عن طفلين آخرين سقطا من السيارة داخل الوادي دون أن يتم العثور عليهما. واستعانت الجهات الأمنية والدفاع المدني بطريف بطائرات عمودية وغواصين للبحث عنهما منذ فجر أمس. وتمت الصلاة على الأم وطفليها أمس في جامع الراجحي بطريف، قبل أن يتم دفنهم وسط حضور جموع كبيرة من أهالي طريف. البحث عن طفلين من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية النقيب فهد الأسمر ل"الوطن" أن إدارة الدفاع المدني بمحافظة طريف تلقت بلاغا الساعة 11:25 مساء أول من أمس عن فقدان عائلة في أحد الأودية بمحافظة طريف، فانتقلت إلى الموقع على الفور فرق البحث والغواصين، والذي تم تحديده حسب آخر مكالمة لرب الأسرة. وتم العثور على السيارة منقلبة وبداخلها الزوجه متوفية، إضافة إلى طفلين آخرين متوفيين خارج السيارة. كما عثر على رب الأسرة وطفلين آخرين أحياء ولله الحمد. ومازال البحث جاريا عن طفلين آخرين. سيولالقريات وفي السياق ذاته، دهمت موجة أمطار غزيرة محافظة القريات مساء أول من أمس، بعد موجة غبار كثيفة انعدمت معها الرؤية الأفقية تماما، حيث انهمرت الأمطار بشكل كثيف لم يسبق أن شاهدها الأهالي منذ عام 1403 تقريبا، بحسب عدد من كبار السن، الأمر الذي أدى إلى جريان جميع الأودية والشعاب كالمخروق وحصيدة الغربية وباير وغيرها. ورغم تحذيرات الدفاع المدني والتواجد المروري والأمني الكبير على الطريق الدولي باتجاه الحديثة غربا إلا أن العديد من الأهالي حرصوا على الخروج إلى المتنزهات والأودية للاستمتاع بالأجواء. وفيما وقف محافظ القريات عبدالله الجاسر على كافة الاستعدادات لمواجهة تداعيات السيول، فوجئ بعض قائدي المركبات بتحطم زجاج سياراتهم من شدة الرياح المصاحبة للأمطار، وهو ما دعا لاحقا مرور القريات إلى إغلاق الطريق الدولي وإجبار السائقين على العودة عند مفترق مطار القريات، حيث بدأ السيل في الجريان باتجاه حي الفيصلية، فيما كان الوادي الجنوبي يصب بغزارة باتجاه حصيدة الشرقية، الأمر الذي تسبب في مخاوف كبيرة من وصوله إلى مستشفى القريات العام، كما حدث قبل عدة أعوام. تعليق الدراسة ودفعت هذه الأجواء مديري المدارس إلى تعليق الدراسة بعد تفويض تلقوه من مدير التعليم الدكتور محمد الثبيتي، ليكون التعليق لليوم الثاني على التوالي إجباريا، بعد إحاطة عدد من الأحياء بالمياه كالرفاع والنسيم والفيصلية. وفي تصريح ل"الوطن"، قال المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الجوف المقدم عطا الله الرويلي إن غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت أكثر من 50 بلاغا ما بين احتجاز لأفراد ومركبات، ودخول المناطق الطينية وعدم القدرة على الخروج قبل وصول المياه ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم، مضيفا أنه سجل جريان لمياه الأمطار بشعيب حصيدة الشرقي والغربية والمخروق وباير وأم رضمة وأم نخيلة، وإغلاق بعض الطرق نتيجة ارتفاع منسوب المياه في العقيلة وغطي والجهة الجنوبية من المحافظة، مؤكدا تواجد دوريات السلامة في تلك المواقع لاتخاذ اللازم. من جهتها، تواصل مديرية الشؤون الصحية استعداداتها لاستقبال الحالات المتأثرة بهذه الموجة، حيث أكد مدير الشؤون الصحية بمحافظة القريات جمال العفيصان جاهزية المستشفيات لاستقبال الحالات واستعداد إدارة الطوارئ بصحة القريات للعمل، مشيرا إلى أنه تم رفع درجة التأهب لاستقبال الحالات الطارئة.