أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن جرائم "الهولوكست" لغطا كبيرا في الأوساط السياسية الفلسطينية والإسرائيلية، وذلك بتبرئته للزعيم النازي أدولف هتلر، من جريمة إبادة اليهود في أربعينات القرن الماضي، وقوله إن مفتي القدس آنذاك الشيخ أمين الحسيني أقنع هتلر بحرقهم. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه لهذه التصريحات، وقال إن نتانياهو يبرئ هتلر من جريمة الهولوكست، ويتهم الشيخ الحسيني بهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق اليهود، وهذه طريقة دنيئة يريد منها نتانياهو أن يغير تاريخهم ويتهم الفلسطينيين بارتكاب تلك الجريمة". تحذير وحذر عباس عقب استقباله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله أمس من "استمرار الاحتلال وانتهاكاته للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدسالشرقية والمسجد الأقصى من شأنه أن يفتح الأبواب على صراع ديني مرير لا نريده ونحذر من عواقبه، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم، وليس الوضع الذي فرضته إسرائيل منذ العام 2000". وأضاف، أن نيل الشعب الفلسطيني استقلاله في دولته الخاصة به على حدود العام 1967، بعاصمتها القدسالشرقية هو الضمان الأكيد للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. قلق أممي من جانبه، أكد بان كي مون أن التحريض مقلق جدا ويجب إدانته من الجانبين، وقال "لا نستطيع أن نتجاهل الإحباط الذي سببه تلاشي الأمل، لذلك أشجع الإسرائيليين والفلسطينيين أن يظهروا الشجاعة وأن يعودوا إلى العملية السلمية"، مشيرا إلى أن الاستيطان غير قانوني ويشعل العنف. بدوره، رفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات اتهام نتانياهو للفلسطينيين بالمسؤولية عن جرائم إبادة اليهود في أوروبا وتبرئة هتلر منها، مبينا أن هذه التصريحات جاءت بعد يوم واحد من مقتل خمسة فلسطينيين بما يرفع عدد الشهداء إلى 50 منذ بداية الشهر الجاري. وأضاف، "نيابة عن آلاف الفلسطينيين الذين قاتلوا إلى جانب قوات الحلفاء في الدفاع عن العدالة الدولية فإن فلسطين تدين هذه التصريحات التحريضية التي لا يمكن وصفها بغير الدناءة"، مؤكدا أن "الجهود الفلسطينية ضد النظام النازي هي جزء عميق من تاريخنا"، مطالبا نتانياهو "بالتوقف عن استخدام هذه المأساة الإنسانية لتسجيل نقاط سياسية. وعلى صعيد متصل، رفضت العديد من الأوساط الإسرائيلية تصريحات نتانياهو واعتبرت أنها تبرئ هتلر من قتل اليهود، وتخالف الحقيقة. حماية الأطفال من ناحية ثانية، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي فتاة فلسطينية 15 عاما بعد إطلاق النار عليها وإصابتها بجروح طفيفة في الضفة الغربية، فيما حذر المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة من أن استمرار عمليات القتل اليومي والتحريض الرسمي سيؤديان إلى انفجار الوضع بشكل كامل". إلى ذلك، ناشد أطفال فلسطينيون في لبنان المجتمع الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة بالتدخل لحماية الأطفال في الأراضي المحتلة، من العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي يتعرضون له. وأكد الأطفال خلال مسيرات عمت مدارس مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أن من حق الطفل الفلسطيني العيش الكريم بعيدا عن القتل والتهجير، مطالبين أطفال العالم ومؤسسات حقوق الطفل والإنسان لمتابعة ما تمارسه سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين بحق أطفال فلسطين.