تواصلت أمس انتهاكات السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حيث استشهد شاب "24 عاما" في بيت عوا بقضاء الخليل برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد زعم طعنه جنديا إسرائيليا وإصابته بجروح طفيفة، كما اعتقل الجيش الإسرائيلي نائب حماس حسن يوسف، إضافة إلى 49 فلسطينيا في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وهدم منزلا لفلسطيني يتهمه الاحتلال بقتل إسرائيليين. يأتي ذلك فيما أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في مؤتمر صحفي بإسبانيا، لغطا كبيرا، عندما تحدث حول الوضع القائم بمدينة القدس، وقال "فيما يتعلق بالوضع القائم، فإن المملكة الأردنية الهاشمية، بموجب الاتفاقيات، هي صاحبة المسؤولية التاريخية عن إدارة الحرم الشريف، ولذا فإننا لا نسعى إلى أي تغيير"، مضيفا أن إسرائيل تفهم أهمية الوضع القائم بالقدس. من جانبه، أوضح مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب أن ما يجري الآن في مدينة القدس من قوات الاحتلال لا صلة له من قريب أو بعيد بالوضع القائم منذ الاحتلال عام 1967 وحتى عام 2000"، مشيرا إلى أن إدارة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس تتبع وزارة الأوقاف الأردنية، وهي المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، دون تدخل من أي جهة أخرى، وأضاف "سلطات الاحتلال سعت دائما إلى خرق الوضع القائم، سواء من خلال الحفريات أو التدخل في عمل الأوقاف الإسلامية في ترميم المسجد". بدوره، قال وزير شؤون القدس ومحافظ المدينة، عدنان الحسيني، إنه حتى عام 2000 كان هناك برنامج سياحة لغير المسلمين، حتى قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، باقتحام المسجد الأقصى، وهو ما فجر الانتفاضة الثانية، وحينها أغلقت الأوقاف أبواب المسجد أمام برنامج السياحة للأجانب". وتابع "عام 2003 قررت شرطة الاحتلال، من جانب واحد، فتح الأقصى أمام غير المسلمين، كما زادت أعداد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد في السنوات الأخيرة، وسط دعوات لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا"، مشددا على أن ما يجري حاليا لا علاقة له بالوضع القائم. وأضاف أن نتانياهو يدعي أن الوضع القائم هو الوضع السائد الآن، حيث تتحكم الشرطة الإسرائيلية بكل شيء، وتقرر من يدخل ومن لا يدخل المسجد، لافتا إلى أن إخلال نتانياهو بالوضع القائم جعل الأمور تراكمت إلى أن انفجرت خلال الفترة الأخيرة. من ناحية ثانية، أعلنت الأممالمتحدة، أمس، عن عقد اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في 28 أكتوبر الجاري، لبحث التطورات في فلسطين والذي يتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتحدة في جنيف، فيما يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في جلسة مجلس الأمن المقررة غدا، لبحث تطورات الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك بسرعة لوقف "دوامة العنف الخطيرة" وذلك خلال زيارة مفاجئة له إلى الأراضي المحتلة، أمس. وقال خلال مؤتمر صحفي عقب خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين "في حال لم نتحرك بسرعة فإن الوضع على الأرض سيزداد سوءا، مع عواقب وخيمة".