اعتبر عدد من أهالي منطقة الباحة أن موضوع الطرق بالمنطقة يعدّ من أهم الطلبات التي وضعوها على طاولة أميرهم الجديد الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز حيث يترقبون زيارة الأمير مشاري للمحافظات والمراكز التابعة للمنطقة بمزيد من الاهتمام، لعلمهم أن المقبل عليهم رجل عرف صياغة القرار الإداري بحنكة واقتدار، ولثقتهم بأن الزيارة ستضيف لمحافظاتهم الكثير من الجوانب التنموية وتحقق لهم المتطلبات كافة، وفي مقدمتها الطرق والاستماع لملاحظات الأهالي واقتراحاتهم وتلبية طلباتهم. وفي هذا السياق، قال المواطن أحمد الغامدي: تسبب الوقت الطويل الذي استغرقه تنفيذ مشروع ازدواج طريق الباحة – المطار في إرباك كبير للمواطنين ومستخدمي الطريق، حيث بدأ العمل به قبل خمسة أعوام ولم ينته حتى الآن, وتسببت الإشغالات في تضييق الطريق وكثرة المنعطفات مما أدى إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية المروعة وتعريض أرواح مستخدمي الطريق للخطر، محملاً الإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة الباحة ومقاول المشروع المسؤولية عن التأخير في تسليم المشروع. فيما يرى عبدالله علي أنه ليس من المنطقي أن يستغرق تنفيذ طريق طوله 45 كلم بقيمة 210 ملايين ريال كل هذه المدة، مشيرا إلى أن مئات السيارات تسير عليه يومياً ويمثل شرياناً يربط بين مدينة الباحة ومحافظة العقيق وكذلك المطار ويربط بين محافظتي بيشة والطائف ومنطقة الباحة. ويقول عبدالله الزهراني من أهالي بلدة مراوة إن عدم تنفيذ الطريق الموصل من البلدة إلى الطريق الرئيس الموصل إلى الباحة والذي يبلغ طوله قرابة خمسة كيلومترات أجبرنا على أن نسلك طريقا وعرة بمسافة 80 كيلو مترا. ويذكر صالح سعيد أنه تم قبل ما يزيد على عام البدء في مشروع الطريق الدائري وحتى تاريخه لم نر إلا حفريات لبعض الكيلو مترات فقط. ويقول أحمد البيضاني: لقد تحولت عقبة قلوة إلى قصص لمآسي السيول والحوادث رغم إعلان إدارة الطرق افتتاحها رسميا، مشيراً إلى ملامح معاناتهم التي بدأت عام 1418، حيث تحولت مراسم الفرح والابتهاج بوضع حجر الأساس لطريق عقبة قلوة "الملك خالد حالياً" إلى معاناة وقصص مأساوية يعيشونها بشكل يومي وتزداد في مواسم الأمطار وذلك جراء ما تخلفه من تشققات وانهيارات جبلية خطيرة، حيث امتدت آثار الانهيارات التي تحدث من قمم جبال العقبة لتصل أضرارها إلى أسفل الجبال مخلفة دمارا في الممتلكات والمنازل وجرفا لمزارع المواطنين والمدرجات، وألحقت الأضرار ببعض المقابر إضافة إلى إغلاق تام للطرق الفرعية. ويقول ضيف الله الزهراني: لقد تعاقب على المشروع أكثر من شركة دون التنفيذ مما تسبب في إيقاع الضرر بمزارع المواطنين التي كانت تنتج البن والموز والخوخ وبعض الحمضيات والنباتات العطرية، إضافة إلى نزوح بعض أهل القرية وقيامهم باستئجار منازل لاسيما الموظفين والطلاب لوعورة الطريق وسوء تنفيذه وتأخره, مؤكدا أنهم ملوا كثرة الوعود ووقوف اللجان من وزارة النقل. ولا تختلف معاناة أهالي محافظة بلجرشي كثيراً من عقبة حزنه جنوب المحافظة والتي شهدت ذهاب الكثير من الأرواح، كان آخرها وفاة وإصابة 11 من أسرة واحدة حيث حمل أهالي المحافظة إدارة الطرق والنقل في المنطقة المسؤولية كاملة عن كل حادث سقوط من أعالي قمم ومرتفعات عقبة الأبناء في المحافظة. وعاتب الأهالي إدارة الطرق والنقل لتخليها عن دورها وإهمال العقبة برغم المناشدات العديدة التي وجهت للإدارة للحد من الحوادث الأليمة والأنفس البريئة التي أزهقت عبر مسارات هذه العقبة. واعتبر عبدالله الغامدي وسعيد صالح من أهالي بلجرشي، أن إدارة الطرق والنقل في المنطقة لم تتجاوب مع مطالب الأهالي حول وضع مصدات خراسانية على جوانب عقبة الأبناء. أما حسين صالح فيقول: كشفت الأمطار عيوب الطريق وسوء التنفيذ، لافتاً إلى أن الطريق سيّء لدرجة عدم تمكنها من تصريف مياه السيول بسبب عدم وجود مجاري سيول وحواجز خراسانية. وفي مركز الجانبين، تسببت الأمطار التي هطلت قبل عام بالمنطقة في انهيار عدد من العبارات بوادي الجانبين ببلجرشي، والتي يؤكد عادل الغامدي أنه حتى تاريخه لم يتم إصلاحها، مستغرباً من سوء التنفيذ لهذا المشروع داعياً المسؤولين في إدارة طرق الباحة إلى إعادة النظر في تصميم وحماية هذا الطريق حتى لا يتعرض سالكوه ليلاً أو نهارا لمثل هذه الحوادث. ويقول خالد الغامدي: إن ما تقوم بها إدارة الطرق عند تنفيذ مشاريعها بالمنطقة يعدّ عملا عشوائيا وغير مقبول وهدرا للأموال في أعمال هشة لا فائدة منها. من جانبهما، أكد كل من عبدالله علي وصالح الرفاعي أن الأمطار التي شهدتها محافظة العقيق ومراكز كرا والسوسية ومعشوقة وبيدة كشفت رداءة تنفيذ بعض مشاريع الطرق والكباري والعبارات وخلفت السيول أضرارا بالغة على ممتلكات المواطنين والمقيمين من منازل ومركبات، فيما استيقظ سكانها على طرق وقد طمرت بالكامل ورأوا بأعينهم سيارات عالقة وقد غمرتها المياه في الطرق الرئيسة مشيرين إلى أنه وحتى هذه الأيام لم يتم إصلاح الكثير منها ولم يستلموا التعويضات المقررة لهم. إلى ذلك، حاولت "الوطن" على مدى ثلاثة أيام الاتصال بإدارة الطرق عن طريق الأرقام الخاصة بالإدارة عقب إرسال خطاب رسمي الأحد الماضي تم التأكد من استلامه من قبل أحد الموظفين للحصول على تعليق حول مطالب الأهالي والبطء في تنفيذ المشاريع وعدم استكمال البقية، إلا أنه لم يردنا أي تعليق حول ذلك حتى إعداد هذا التقرير أمس.