ينطلق الكاتب المسرحي والسيناريست المصري محفوظ عبدالرحمن في أعماله المختلفة من "باب المحبة" فيفتح بابا على إنجازات شخصيات بارزة، لكنه يتجنب تماما الكتابة عن حاكم على قيد الحياة. وقال عبدالرحمن عشية ذكرى وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر المتوفى في 28 سبتمبر 1970 إن "علاقة الكاتب بالسلطة فتنة"، وإن المثقف ليس مضطرا لتقديم أي نوع من التنازل، فأمامه خيارات متعددة تجنبه "شبهة عدم الاستقلال" ليظل محتفظا بمصداقيته. وكتب عبدالرحمن سيناريو فيلم (ناصر 56) الذي عرض عام 1996 ويتناول مقدمات تأميم عبدالناصر لشركة قناة السويس في 26 يوليو 1956 وما ترتب عليه من نتائج سياسية وعسكرية أبرزها العدوان الثلاثي (البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي) على مصر. وقال عبدالرحمن الذي تخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة "إنه استعرض القرن العشرين ورأى أن أبرز رموزه في مصر هم عبدالناصر، وأم كلثوم، وسعد زغلول، وأنه كتب فيلم (ناصر 56) ولم يتوقع أن يتحمس أحد لإنتاجه لأنه بالأبيض والأسود. وتوقع أن يكون جمهوره ممن أدركوا عصر عبدالناصر ويشعرون بنوع من الحنين إليه. نجاح وأضاف أنه فوجئ بنجاح الفيلم جماهيريا، وأن دراسات سجلت أن 85 بالمئة من مشاهديه أقل من 25 عاما، وأن هذا النجاح امتد إلى خارج مصر أيضا. وعرضت لعبدالرحمن في ليبيا والكويت وقطر ومصر مسرحيات منها (عريس لبنت السلطان)، و(السلطان يلهو)، و(الفخ)، و(الحامي والحرامي)، و(بلقيس)، وهي آخر ما قدم على المسرح في القاهرة عام 2011. كما كتب فيلم (حليم) الذي عرض عام 2006 وقبله المسلسل التلفزيوني (أم كلثوم) عام 1999. وقال إنه "مفتون بأم كلثوم"، وإنه يعنى بما تبقى من آثار تركها الرمز التاريخي بعد رحيله "لا يعنيني أن أم كلثوم تزوجت هذا أو ذاك. هذا أمر يشغل المعاصرين لها"، وإن دلالة أم كلثوم أنها فلاحة وصلت إلى القمة اعتمادا على موهبتها. تقدير وحظي عبدالرحمن بتقدير كبير جسدته تكريمات في العالم العربي وجوائز آخرها جائزة النيل في الفنون عام 2013، وهي أرفع الجوائز المصرية. إلا أنه يرى أن الجائزة الكبرى للكاتب هي استقلاله عن أي سلطة وانحيازه للقيمة الجمالية والأخلاقية ووصول رسالته إلى جمهور لا يعرفه شخصيا، حيث فوجئ حين حضر مهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1977 بحصول مسرحيته (حفلة على الخازوق) التي أخرجها الكويتي صقر الرشود على جائزة أفضل عرض، وفي المهرجان نفسه فوجئ بحفاوة السوريين بمسلسل (سليمان الحلبي) الذي كتبه وأنتجه تلفزيون دبي عام 1976. ويقول عبدالرحمن "من الضروري للكاتب أن تفصله عن السياسي مسافة كافية ليكون حرا".