علمت "الوطن" أن تنظيم معرض جدة الدولي للكتاب 2015الذي سيقام في ديسمبر المقبل، ستتقاسمه ثلاث جهات هي محافظة جدة والأمانة والغرفة التجارية الصناعية، ويترأس اللجنة الإشرافية محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وسيكون دور وزارة الثقافة والإعلام هو الإشراف ومراقبة الكتب ودور النشر المشاركة التي لم تستقر على عدد واضح حتى الآن. وخلال اليومين الأخيرين ومنذ تسرب شعار معرض 2015 بدأت الحوارات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام عن تاريخ المعرض ومستقبله، وثارت تساؤلات كثيرة عن مستوى ما سيتم عرضه، وبرز هنا ما طرحه المشرف على معرضي 2003 و2006 الدكتور أحمد قران إضافة إلى ما أورده ل"الوطن" عبدالله الخشرمي من تفاصيل . اعتماد المعرض في 3 أغسطس الماضي أعلن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، اعتماد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، للمعرض لمدة خمس سنوات من 12 ديسمبر 2015 سنويا ولمدة عشرة أيام بإشراف وزارة الإعلام، ليتنفس المثقفون والمهتمون الصعداء، جراء مطالبات مكثفة بمعرض للكتاب في جدة، شهدتها السنوات العشر الأخيرة التي أعقبت تنظيم آخر معرض عام 2006، وهو المعرض الذي توارى في الذاكرة الجمعية أمام حضور وسطوة معرض الرياض الدولي للكتاب. ومع اعتماد شعار معرض جدة الدولي المقبل أخيرا دون إعلان برنامجه الثقافي المصاحب حتى اللحظة، استرجع مثقفون الدورات الماضية لمعرض جدة الذي شهد معارض نظمت في أعوام 1994 و2000 و2002، و2004، و2005، و2006، وتداخلت جهات تنظيم وإشراف مختلفة في كل هذه المعارض، وهي وزارة التعليم العالي من خلال جامعتي الملك عبدالعزيز، وأم القرى بمكةالمكرمة، ووزارة الثقافة والإعلام، والغرفة التجارية بجدة، قبل أن يصدر قرار عام 2008 بإسناد مسؤولية معارض الكتب إلى وزارة الثقافة والإعلام، بعد أن كانت وزارة التعليم العالي "قبل إلغائها" تكلف جامعة في كل سنتين لتنظيم معرض دولي للكتاب. شبكة الإنترنت معرض عام 1994 نظم بهدوء في فترة اجتماعية تميزت بالسكون، غير أنه بعد ست سنوات وتحديدا في معرض عام 2000 ومع بدء ظهور التأثيرات الأولية لمظاهر العولمة، ممثلة في أبرز ملامحها "شبكة الإنترنت" سجل المعرض حضورا في الوعي الاجتماعي، فبعد أن استمرت جامعة الملك عبدالعزيز وشركة الحارثي "الغرفة التجارية" ووزارة الإعلام في المشاركة في التنظيم، جاء المعرض محملا بزخم كبير، وتميزت لجنته الثقافية بضمها أسماء عبدالله مناع، عبدالعزيز السبيل، عبدالله المعطاني، عبدالله الخشرمي. وكان لافتا في البرنامج الثقافي أنه سجل أول حضور إعلامي رسمي للكاتب الناقد الرحل عبدالله عبدالجبار الذي تصنفه دراسات تاريخية بأنه أول ناقد سعودي منهجي، وذلك عبر تكريمه ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض، إلى جانب تكريم الفنان الموسيقي السعودي غازي علي، ولم يخل المعرض من صدامات بين متشددين ومنظمي المعرض، تم احتواؤها، ولم تؤثر في مسيرة المعرض، وإن ألقت بظلالها على الدورات التي أعقبت هذا المعرض، حيث نظمت الدورات التالية من دون أي فعاليات أو برامج ثقافية. الخشرمي: الأمير نايف والمفتي كان لهما دور كبير انطلقت فكرة معرض للكتاب بجدة عام 1993 من الغرفة التجارية بجدة، طبقا للشاعر عبدالله الخشرمي الذي كان موظفا في الغرفة واقترح تأسيس أول لجنة إعلامية ثقافية داخل الغرف التجارية انطلقت من غرفة جدة، وكان على رأ س أولويات اللجنة تنظيم معرض للكتاب في جدة وحظي بدعم رئيس الغرفة آنذاك الشيخ إسماعيل أبو داود (رحمه الله) والدكتور ماجد القصبي أمين عام الغرفة حينها. وقال الخشرمي ل"الوطن": سلم ملف المعرض للجنة الإعلامية الثقافية، التي كان يترأسها الدكتور عبدالله مناع الذي بدوره سلمني الملف، وبعد عامين صدرت الموافقة الرسمية على تنظيم أول معرض، وبمؤازرة من وزارة الإعلام ودعم مباشر من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز. وأوضح أن المعرض نظم وولد وولادة قيصرية نتيجة ما واجهه، لكن تفهم الأمير نايف بن عبدالعزيز "رحمه الله" لفكرة المعرض وأهميته جعل المشروع يمر بسلام. وأضاف الخشرمي: لن أنسى الموقف الكريم من الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حين اتصل واطمأن بعد البرقيات التي انهالت عليه تحذر من المعرض، واستطاع أن يرى بثاقب بصيرته أن محتوى المعرض قيم ويستحق أن يكون مفخرة للوعي المستنير في المملكة.
قران يلفت الأنظار بتغريدات تويتر أطلق الدكتور أحمد قران في موقع تويتر عدة تغريدات عن معرض جدة الدولي للكتاب، بررها بأنها استرجاع وتصحيح للمتداول عن تاريخ المعرض، نافيا أن تكون تعرضا أو انتقادا للمعرض الحالي في رده على بعض المغردين. وقال قران الذي شغل منصب المدير العام لإدارة الأندية الأدبية قبل استقالته: إن أول معرض دولي للكتاب كان عام 1994، ونظمته الشركة السعودية للمعارض تحت إدارة محمد المطوع ومدير شركة جدة للمعارض حاليا حسين الحارثي وعبدالباقي شريف، مشيرا إلى أنه وعابد اللحياني، المدير العام للإعلام الداخلي حاليا، كانا مشرفين على المعرض من قبل الوزارة. وعن معرض 2000، قال قران إنه شهد مشاركة هيئة الأمر بالمعروف، لافتا إلى أن المعرض وصف بالمعرض الدولي الأول، وأصرت الغرفة التجارية على ذلك متجاهلة معرض 1994. وتابع قران الذي كان المشرف العام على معرض 2003 و2006 : كان من المفترض تنظيم المعرض عام 2001 لكنه توقف، وفي عام 2002 دخلت جامعة الملك عبدالعزيز كجهة منظمة بمشاركة شركة الحارثي، واستمرت الجامعة والشركة ووزارة الإعلام في المشاركة في تنظيم معرض 2003. وكان معرض 2006 الذي نظم في مركز الجمجوم هو الأخير.