أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، في خطبة الجمعة أمس، أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثما وأشده ضررا ذلك الذي تسلط سهامه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه وصحبة نبيه وحفظ كتابه والذود عن حياضه وتبليغ شرعه من آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين، وهو إيذاء تتابعت حلقاته وتعددت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوان سافر جعل سيرة الصّدّيقة بنت الصّدّيق أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها جعل منه ساحة له. وبين أن من يفعل ذلك يتجاهل التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمة رضي الله عنها حين قالت له عليه الصلاة والسلام "إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فأمرهم فليدوروا معك حيث درت.. فقال صلى الله عليه وسلم لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". وقال "كيف لا يكون إيذاؤها رضي الله عنها إيذاء له صلى الله عليه وسلم وقد كانت أحب الناس إليه. وأوضح أنه كان لعائشة رضي الله عنها في الإحسان إلى الخلق والبر بهم وبذل المعروف لهم أروع الأمثال. وقال الدكتور خياط "إن لعائشة في حياتها رضي الله عنها من البركة هذا العلم الكثير الذي روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك الفقه الغزير الذي حمله الناس عنها، وحسبها رضي الله عنها مع الفضائل الكثيرة ما حدثت به فقالت "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وليلتي وبين سحري ونحري". وأضاف أن من آثار الجناية عليها رضي الله عنها والإيذاء لها هذا الغضب الذي استثاره، وذلك الحرص والتنادي إلى نصرتها والذب عن ساحتها وإشاعة فضائلها وبيان مناقبها ودراسة فقهها ونشر علومها، وبهذا من الخير ما لا يحيط به وصف، وقال "فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا لهذه الصّدّيقة بنت الصّدّيق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرها، وارعوا حقها وحقوق سائر أمهات المؤمنين وآله وصحابته أجمعين تكونوا عند ربكم من الفائزين بجنات النعيم".