وضعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تركيب كاميرات المراقبة كشرط لاعتماد المساجد الحديثة، والجوامع الكبرى في جدة، ومن المقرر أن يتم ربط تلك الكاميرات عبر نظام تحكم آلي في الوزارة لحماية المساجد من العمليات الإرهابية، ومحاسبة الدعاة والخطباء المخالفين لمنهج الاعتدال والوسطية. وكشف ل"الوطن" مدير الإدارة العامة للأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة جدة علي الشمراني أن الوزارة شرعت في وضع كثير من الخطط التي من شأنها حماية المفهوم السمح للدين الإسلامي ومن بين تلك الخطط مراقبة المساجد داخليا وخارجيا بكاميرات المراقبة. وأضاف أن نظام التحكم الآلي الذي تعتزم الوزارة تطبيقه في المساجد سيتيح للمراقبين إمكان متابعة المؤذنين والأئمة في أداء مهمتهم في المسجد من خلال كاميرات تلفزيونية سيتم تركيبها بالمساجد الكبرى والحديثة داخل مدينة جدة، كما سيتيح إمكان رصد المخالفات في الخطب التي سيتم تسجيلها بشكل آلي وبثها مباشرة للوزارة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. إلى ذلك، أطلقت الوزارة أمس ملتقى للأئمة والخطباء والدعاة تحت عنوان "التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة"، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث ناقش واجبات الأئمة والخطباء لتعزيز دور المواطنة لدى الشباب واليافعين، ومن المتوقع أن يحضر الملتقى أكثر من ألفي من الدعاة، لدحر الأفكار الإرهابية التي يدسها بعض المغرر بهم بداخل المساجد والمنابر المؤثرة في المجتمع. وشدد الشمراني على أن الوزارة لا تسمح بأي تدخلات للأفراد أو غير المنسوبين لها، وأكد أن هناك مراقبة مكثفة للملتقيات الدعوية التي تقام داخل المحافظة، وقال: "الوزارة تحرص على تقنين الملتقيات ومراقبتها، ولا تسمح بإقامة أي فاعلية، دون إخطارها، كما تحذر أي شخص يلجأ إلى إقامة أي ملتقى إلا بعد المباشرة والموافقة، ويشترط أن يقوم عليها الدعاة من منسوبي الوزارة". وبين الشمراني أن الوزارة تحدد الخطبة حسب الرسالة التي يود إرسالها للمتلقي وتسجل الخطب كافة التي يلقيها الدعاة وعند ورود أي شكاوى أو مخالفة للخطباء تراجع الأقسام المعنية الخطبة ومعاقبة المخالفين. إلى ذلك، طالب الخبير الأمني أستاذ علم الإجرام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أحسن أبو طالب بمراقبة المساجد التي يتخذها البعض لتفريخ العناصر الإرهابية، مشددا على أن المساجد هي الملاذ والحصن الأول للأبناء وعلى المجتمع التكاتف لمراقبتها. وقال "المتطرفون يهدفون إلى استقطاب الميدانيين ويتجهون لثلاثة مصادر؛ أولها الاتجاه للمساجد لاستقطاب الشباب من صغار السن لأنهم هم الأسهل للاستقطاب، ثم لخريجي السجون من الذين لديهم خلفية إجرامية سابقة، وثالثا للعاطلين عن العمل من خلال الإغراءات المالية الكبرى". وأشار إلى أن الشبكة العنكبوتية لا بد أن تراقب جيدا لأنها الموقع الرئيس لتجنيد الشباب على الولوج بالعمليات الإرهابية، مشددا على مراقبة المساجد ومعاقبة الدعاة من الذين يخرجون بخطابات دينية تنافي الرسالة التي أطلقها الإسلام السمح. وشدد على ضرورة التركيز على أن تنتقل المساجد لتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة، إضافة إلى دورها في التعريف بالوسطية والاعتدال.