أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة خياط أن ضلال السعي ضروب وألوان لا يكاد يحدها حد أو يستوعبها بيان، غير أن من أقبحها وأشدها نكرا وأعظمها ضررا شق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة والعصيان، واستباحة الدماء المعصومة، وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق بالتأويلات الباطلة، والآراء الفاسدة والفتوى المغرضة التي لا تستند إلى دليل صحيح، ولا ترجع إلى فقه ولا نظر سليم قويم. وأوضح خلال خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس أن ما حدث في منطقة عسير هو شر وفساد عريض، لا يمكن لمؤمن صادق يخاف الآخرة ويرجو رحمة ربه أن يقبل به أو يدعو إليه أو يحض عليه، فهذا بغي وعدوان على الإسلام والمسلمين. وأبان خياط أنه شتان ما بين من يقدم على ربه مصليا راكعا ساجدا، وبين من يقدم عليه محادا لله ورسوله بقتل نفسه وقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق. وأردف قائلا إن هذه الأحداث الأليمة التي تهتز لها أفئدة أولي الألباب وهذا العدوان الذي تعرضت له هذه البلاد المباركة أمر مرفوض، ينكره كل العقلاء أشد الإنكار، لأنه محرم في نصوص الكتاب والسنة، وتعدٍّ لحدود الله وانتهاك لحرماته وعدوان على عباده، ولأنه فساد نهى الله عنه، وأخبر أنه لا يحبه، وأنه لا يصلح عمل المفسدين، وتوعدهم بالعذاب الأليم. وأضاف أن ولاة أمر بلاد الحرمين الشريفين قاموا بما وجب عليهم من إطفاء نار الفتنة، والحفاظ على الوحدة، وصيانة كيان الأمة باتباع أحكام الله، وتحكيم شريعته، لقطع دابر الفساد والمفسدين وإعادة الحق إلى نصابه حتى تبقى هذه البلاد كما كانت دائما، وكما أراد الله لها موئلا للهداية، ومبعثا للنور ومثابة للناس، وحصنا حصينا تتكسر عليه أمواج الفتن. وحث خطيب المسجد الحرام على تضافر الجهود وتكاتف المساعي ووقوف الأمة كلها صفا واحدا في وجه هذا البغي والإجرام. وقال إن تحصين الشباب من هذا الباطل وحراستهم من هذا الانفراط يأتي بتطهير كل القنوات التي تغذي الفكر الضال وتمده بأسباب البقاء والنماء، مؤكدا أن قطع الشرايين التي تضمن له الحياة حق واجب على كل أهل الإسلام. وفي المدينةالمنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم من سفك دم المسلم، مؤكدا أن سفكها موجب لغضب الله ولعنته قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). وأشار إلى أن شأن دماء المسلمين عند الله عظيم، فهي أول ما يفصل الله بها من الخصومات لعظيم أمرها وكبير خطرها، فدم المسلم أعز الدماء عند الله، قال صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم"، وقال الطيبي -رحمه الله-: "من حاول قتل من خلقت الدنيا لأجله، فقد حاول زوال الدنيا، ومن تعدى على نفس مسلمة فكأنما تعدى على الخلق كلهم". ومضى قائلا إن أذية المسلم باللسان محرمة، قال عليه السلام "قتال المسلم كفر وسبابه فسوق"، ولعنه كقتله ومن قذفه بغير بينة فيجلد حيث توعد الله من آذاه بالنكال والعذاب.