حذرت دراسة علمية حديثة من فقدان الإرث النثري للأديب الراحل الشاعر محمد حسن فقي، موصية بجمع مخطوطاته ونشرها، مشيرة إلى أن فقي يعد من كتاب المقالة الموضوعية، في الوقت الذي اعتبره البعض من كتاب المقالة الذاتية. اعتمدت الدراسة التي حملت عنوان "المقالة في أدب محمد حسن فقي" للباحثة زهراء سلمان مفرح الغزواني، في جامعة الملك خالد بأبها، على المنهج الوصفي التحليلي، وقسمت إلى فصلين، يكشف الأول منهما، عن الأنواع المقالية في أدب فقي، وجاء في مبحثين الأول يتناول المقالة الذاتية، وتندرج تحتها أربعة أنواع، وهي (المقالة التأملية، ومقالة السيرة الذاتية، والمقالة الأدبية، والمقالة الوصفية)، أما الثاني فيتناول المقالة الموضوعية (الاجتماعية، السياسية، الدينية، الفلسفية)، فيما تناول الفصل الثاني للدراسة السمات الفنية للمقالة في أدب فقي، وجاء في أربعة مباحث، أولها عن بناء المقالة عند فقي، والثاني عن مدى استفادة المقالة من تقنيات الأجناس الأدبية الأخرى، والثالث عن توظيف الفقي للنص في مقالاته، والرابع عن المعجم في مقالات الفقي. وقدمت الدراسة محمد حسن فقي كاتباً للمقالة العربية الحديثة، فكشفت عن جوانب من حياته وبيئته والعصر الذي عاش فيه، ومن كان لهم أثر في أدبه، شعره ونثره، وبينت الدراسة تأثير البيئة الثقافية والأدبية الحجازية في محمد حسن فقي، وذلك من خلال توجهاته الفكرية، واهتماماته الثقافية، وملامح شخصيته الأدبية. كما كشفت الدراسة عدة جوانب من سيرته الذاتية التي لم تسبق الإشارة إليها ولم يتم تناولها، وأثبتت الدراسة نتاجه المقالي، الذي قد يجهله البعض، أو يقلل من شأنه البعض الآخر. الدراسة أوضحت أن الفقي لم يقتصر على جانب محدد في كتابته للمقالة بل تعددت المضامين لتشمل أغلب الأنواع المقالية، نتيجة لنزعته التأملية، وقراءته الفلسفية وذائقته الأدبية، وحميته الدينية ونظرته الإصلاحية واطلاعه على الأحداث السياسية، كما توصلت الدراسة إلى الترتيب الكمي لمقالات الفقي، حيث أعطيت الصدارة للمقالة الاجتماعية، تليها المقالة السياسية، ثم المقالة التأملية فمقالة السيرة الذاتية، فالمقالة الأدبية، فالمقالة الفلسفية، والدينية فالوصفية. وكشفت الدراسة أن الفقي من كتاب المقالة الموضوعية حيث غلبت المقالة الموضوعية لديه على المقالة الذاتية، في الوقت الذي صنف الكتاب ومن بينهم محمد العوين الفقي أنه من كتاب المقالة الذاتية، كما اشتملت خطط غالبية مقالاته على الأجزاء المكونة لبناء المقالة، إلا أنه لم يلتزم هذه الخطة في جميع مقالاته، كما بينت أن جنس المقالة في أدب الفقي يتداخل مع الفنون الأدبية الأخرى. وأرجعت الدراسة إطلاق البعض لقب الفيلسوف على الفقي، إلى تأثره ببعض الفلاسفة واستخدامه لكثير من المصطلحات الفلسفية، ولكن الباحثة ترى ابتعاد كتاباته عن الفلسفة من ناحية الألفاظ والتراكيب، حيث إن أسلوبه يبتعد عن التعقيد التي تتسم به الكتابات الفلسفية، كما رأت الباحثة أن نثر الفقي لم يتأثر بشعره تأثراً كبيراً. وأوصت الدراسة بجمع ودراسة مقالات الفقي التي تكشف عن جوانب متعددة من حياته وتعد مجالاً خصباً لدراسة سيرته الذاتية كما أن اللقاءات والدراسات تشير إلى أن الفقي كتب في جنس القصة، ولم يتطرق إلى جمعها ودراستها أحد من الباحثين.