عبر رئيس الوزراء اللبناني تمّام سلام، بالشكر للمملكة العربية السعودية على الدعم المالي والمعنوي الذي ظلت تقدم لبلاده، مشيرا إلى أن المملكة دأبت على الدوام على الوقوف إلى جانب لبنان في كل المحافل الدولية. جاء ذلك، في تصريحات صحفية أدلى بها سلام، ردا على بيان سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت علي عواض عسيري، أكد فيه أن المملكة حريصة على أمن لبنان واستقرار مؤسساته الدستورية، وحكومته التي تعدّها صمام الأمان، بفضل حكمة رئيسها ووطنيته وسعيه إلى إرضاء شعبه. وأشار البيان إلى أن تعريض الحكومة للضغوط في هذه المرحلة الدقيقة ربما يتسبب في عواقب ليست في مصلحة البلاد، موضحا أن الرياض تشجع كل القوى السياسية اللبنانية على النأي ببلادها،عن التشنجات وتهدئة الساحة الداخلية، وتفعيل عمل الحكومة لتتمكن بتضافر جهود وزرائها من إيجاد حلول للأزمة الحالية، وتسيير شؤون المواطنين وتسليم الأمانة إلى رئيس جديد للجمهورية وفق الأصول الدستورية. وختم عسيري بيانه بالقول، إن الزيارة التي قام بها أخيرا لسلام كانت بغرض تقديم التهنئة بعيد الفطر المبارك، والتشاور معه في الأوضاع الراهنة، وتأكيد دعم المملكة لحكومته ولأجهزة الدولة كافة. وكان رئيس الوزراء اللبناني هدد خلال الفترة الماضية بتقديم استقالته، احتجاجا على التعطيل المتعمد الذي تتعرض له حكومته، وإصرار بعض الفرقاء على تعطيل عمل الحكومة، مثل حزب الله والتيار الوطني الحر، اللذين يصران على منع انتخاب رئيس للجمهورية لأكثر من عام، بسبب إصرار العماد ميشال عون على انتخابه للرئاسة، رغم رفض معظم القوى السياسية له. كما يصر عون على اختيار صهره شامل روكز لمنصب قائد الجيش اللبناني. ودعا كثير من السياسيين الرئيس سلام لعدم تقديم الاستقالة، حرصا على استقرار لبنان في هذه الفترة الحرجة من تاريخه، مشيرين إلى أن استقالته وشغور منصب الرئيس، والتهديد بتعطيل مجلس النواب، يعني ببساطة توقف كامل مؤسساته التشريعية والتنفيذية والدستورية، وأنه بات في مهب الريح، في ظل الظروف الأمنية المضطربة التي تمر بها المنطقة، والتهديدات الأمنية التي تعيشها دولها، مثل العراق وسورية.