تسلمت مصر أمس رسميا أول ثلاث طائرات مقاتلة من طراز "رافال" من فرنسا، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من اتفاقية للتعاون العسكري الموقعة بين البلدين في فبراير الماضي، والتي تقوم باريس بموجبها بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة من طراز "فريم" وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "أم بي دي أيه"، في صفقة قيمتها 5.2 مليارات يورو. وكشفت تقارير عسكرية أنه من المقرر أن تشارك الطائرات الجديدة في تأمين احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر إقامتها في 6 أغسطس المقبل، حيث تم تدريب طيارين مصريين على استخدامها طوال فترة استغرقت شهرين، مضيفة أن "انضمام هذه الطائرات للسلاح الجوي المصري يمثل نقلة نوعية في الجيل الإلكتروني للحروب، فضلا عن مزاياها الأخرى التي من بينها قدرتها على التزود بالوقود في الهواء، كما أنها قادرة على حمل صواريخ جو – جو، وبها شبكة رادارية قادرة على تعقب 40 طائرة في وقت واحد والاشتباك مع ثماني طائرات دفعة واحدة ويمكنها اكتشاف الطائرات التي تحلق أسفلها، ومزودة بأنظمة للبحث الحراري وتتبع الأهداف". من جهته، قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي ورئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية إن طائرات رافال تعد من أفضل المقاتلات في الشرق الأوسط، وستحقق دعما كبيرا لسلاح الجو المصري، كما أنها ستدعم كافة الأسلحة التي تحتاج إلى غطاء جوى وتأمين واسع، والجيش المصري بعد هذه الصفقة سيمتلك طائرات من تصنيع أكبر ثلاث دول هي أميركا وروسيا وفرنسا، وسيصبح لدى الجيش المصري الF- 16 الأميركية بأنواع مختلفة، والميج والسوخوي الروسية، والفرنسية رافال. وأضاف أن اختيار نوعية السلاح له مقاييس عدة، منها المواصفات، والمقارنة بالأسلحة الأخرى، والذخيرة التي تحتاجها، ومدى توافرها ومدى قبول الدولة المصدرة بالصفقة، إلى جانب مرونة الدولة في توفير كل الميزات التكنولوجية الإلكترونية المتطورة، فضلاً عن أن طائرات الرافال قادرة على التصدي للإرهاب وقصف معاقلهم. وقال الخبير العسكري اللواء طيار عبد الحكيم شلبي إن صفقة طائرات الرافال تعد ضربة قوية وإضافة كبيرة لسلاح القوات الجوية، خاصة أنها متعددة المهام وأثبتت كفاءتها، إضافة إلى أن دخول أنواع جديدة من الطائرات المقاتلة سيزيد من دعم السلاح الجوي، وسيحقق قوة ردع في المنطقة. وقال إريك ترابييه الرئيس التنفيذي لشركة داسو لصناعة الطائرات، إن الشركة تزيد إنتاج الطائرة المقاتلة رافال توقعا لمزيد من عقود التصدير، بعد أن أصبحت مصر أول دولة بعد فرنسا تتسلم الطائرة.