بدأت خمس إدارات تعليمية في المنطقة الجنوبية مطلع الأسبوع الجاري، عملها الفعلي في جمع البيانات والإحصاءات اللازمة لإعداد آلية جديدة لانطلاقة العام الدراسي القادم المقرر بدايته في جميع مدارس المملكة الأحد الموافق للثامن من شهر ذي القعدة المقبل، وذلك بتوجيه من وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، في ظل الأوضاع الراهنة على الحد الجنوبي وللحفاظ على سلامة الجميع. وكشف مصدر مطلع ل"الوطن" أمس أن الإدارات التعليمية في كل من عسير وجازان ونجران وصبيا وسراة عبيدة، تعمل حاليا على حصر أعداد المدارس والطلاب والطالبات والكادر التعليمي لتقديم المقترحات من قبل كل الإدارات الخمس حول الوصول إلى خطة بديلة لبداية العام الدراسي في غير وقته الرسمي المحدد مسبقا، ومن ثم الرفع بتلك التوصيات إلى الوزارة لاعتمادها من قبل صاحب الصلاحية. وأضاف المصدر، أن مختلف الأقسام المتخصصة في تلك الإدارات تم تكليفها من قبل مديري التعليم لعرض ما لديها من آلية والإسهام في إعداد هذه الخطة البديلة، مثل الاختبارات والقبول وشؤون المعلمين وإدارة التدريب، مشيرا إلى أن الخطة البديلة ستتضمن خيارات عدة أهمها تأجيل انطلاقة العام الدراسي إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى المبارك في بعض المدارس التي قد تمثل الظروف الحالية على الحدود الجنوبية خطرا على حياة منسوبيها، أو اعتماد الدراسة المسائية، أو اعتماد أسلوب التعليم عن بعد. وكان وزير التعليم وجه مديري التعليم في الإدارات الخمس بخطابه رقم 361724976 وتاريخ 6 / 9 / 1436، بضرورة تطبيق خطة بديلة لبداية العام الدراسي على المدارس التي تحتاج لذلك، مع مراعاة الاستفادة من المدارس الأخرى في المناطق القريبة منها، وفق آلية معينة تعد لهذا الشأن، وذلك حرصا من الوزارة على توفير البيئة الآمنة للطلاب والطالبات وتهيئة الظروف المناسبة لهم لمواصلة تعليمهم، بناء على ما تقتضيه المصلحة الوطنية والتربوية. كما تضمن التوجيه تكليف وكالتي التعليم للبنين والبنات بوضع الآلية المناسبة لهذه الخطة البديلة، على أن توفر الجهات المتخصصة بالوزارة الدعم اللازم لتنفيذها. يذكر أن عددا من مدارس البنين والبنات في تلك المناطق تعرضت لاستهداف مباشر من قبل ميليشيات التمرد الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح، بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، نتجت عنها إصابات بشرية محدودة وأضرار متفرقة في المباني المدرسية، لكن الآلية الناجحة للتوصيات العاجلة التي اتفق عليها مديري التعليم في مناطق الحد الجنوبي، واعتمدها الدخيل لإنهاء العام الدراسي الماضي، كان لها الدور الكبير في الحفاظ على سلامة الطلاب والطالبات والطاقم التعليمي، والحد من أثر تلك الضربات التي استهدفت المدنيين في مجملها.