توجت زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، بتوقيع عشرة اتفاقات استراتيجية بين الرياضوباريس تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، تمهد لحصول المملكة على 23 طائرة هليكوبتر لمصلحة حرس الحدود بقيمة 470 مليون دولار، وتتضمن دراسة جدوى إطلاق مفاعلين نوويين في السعودية ضمن مشروعها الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالطموح. وفي قصر الإليزيه، التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالأمير محمد بن سلمان، عقب أن شهدا مراسم توقيع الاتفاقات العشرة. وفيما شدد هولاند على أهمية العلاقات الوثيقة بين بلاده والسعودية، نقل ولي ولي العهد إليه تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما حمله الرئيس الفرنسي تحياته للملك. وخلال لقاء هولاند والأمير محمد بن سلمان، تم بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها، وعدد من المواضيع على الساحة الدولية. باريس: الوطن، الوكالات شهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المشرف على اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية - الفرنسية الأمير محمد بن سلمان، في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس أمس، مراسم توقيع عشرة اتفاقات بين المملكة وفرنسا بلغت قيمتها نحو 12 مليار دولار، وشملت عدة مجالات من بينها خطاب نوايا بشأن قيام شركة اريفا بدراسة جدوى إطلاق مفاعلين نوويين في المملكة، وتوقيع عقد تزويد حرس الحدود السعودي ب(23) طائرة هليكوبتر من شركة إيرباص بقيمة (470) مليون دولار، فضلا عن عدد من الاتفاقات التي تغطي المجالات الفنية والعلمية والصحية. جاء ذلك عقب جلسة المباحثات التي جمعت بين ولي ولي العهد والرئيس الفرنسي أمس، وذلك في مستهل زيارته إلى باريس والتي جاءت بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابة لدعوة رسمية من الحكومة الفرنسية. وتضمنت جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، خصوصا في مجالات التعاون العلمي والتقني، وفي مجال الاستثمار، والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والمجال الصناعي خصوصا تنمية الصادرات بين البلدين. ورحب الرئيس الفرنسي بسمو ولي ولي العهد، مؤكدا أهمية العلاقات الوثيقة بين المملكة وبلاده، فيما نقل الأمير محمد بن سلمان من جهته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين للرئيس هولاند، الذي حمله تحياته وتقديره له. وكان ولي ولي العهد قد اجتمع فور وصوله إلى العاصمة الفرنسية، وبحضور وزير الخارجية عادل أحمد الجبير، بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد الجبير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، أنه تم توقيع عشرة اتفاقات بين السعودية وفرنسا، مضيفا أن اتفاقات التسليح مع فرنسا كانت من بين قضايا البحث. وأوضح الجبير أن الاتفاقات التي تم بحثها والوصول إليها في فترة وجيزة لم تستغرق سوى أقل من ستة أسابيع، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من الاتفاقات والتفاهم بين البلدين في كل المجالات سواء في المجال السياسي، الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها المنطقة وكيفية التعامل معها وكيفية التنسيق والتشاور من أجل إيجاد حلول لها خدمة لمصالح البلدين، أو في المجال الاقتصادي والتجارة والاستثمارات والتقنية والتسليح والتعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين. وأشار الجبير إلى حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس فرانسوا هولاند، على توثيق العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، في كل المجالات سواء في المجال السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي أو التعليمي، وغيرها من المجالات، حيث وضعت آلية للتنسيق والتشاور وهي اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية وإشراف ولي ولي العهد من الجانب السعودي الذي كان يتابع أعمال هذه اللجنة بدقة وحرص. وشدد على حرص المملكة على أن تحصل على أفضل التقنية الموجودة في العالم في كل المجالات خدمة لشعبها واقتصادها، مشيراً إلى أن المملكة وفرنسا لهما تاريخ عريق في مجال التسليح. وبين الجبير أن كل الاتفاقات التي تبرمها المملكة مع فرنسا كان الاتفاق على أن تكون بين الحكومتين مباشرةً دون أي طرف ثالث ودون أي وسيط لضمان أن تحصل المملكة على أفضل التقنية وبأفضل الأسعار. ومن جهته، أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في كلمته بالمؤتمر الصحفي أن فرنسا والمملكة وقعا عدة اتفاقات في مختلف المجالات من بينها تمويل صندوق استثمار سيتم التوقيع عليه في الإليزية بين هيئة الاستثمار في المملكة والهيئة الفرنسية، وذلك لتأمين التقدم الاقتصادي والتعاون وتحسين أوضاع الاستثمار في فرنسا لهيئة الاستثمار في المملكة والعكس، وتحسين فرص الاستثمار الفرنسي للفرنسيين في المملكة. وقال "نسعى أيضاً لتوسيع قاعدة استثمار الطاقة في المملكة لاسيما الطاقة النووية، حيث قدمنا دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة، وهذه نتائج مساعي حثيثة سعودية فرنسية لتطوير هذا القطاع، وسنوقع اتفاقاً نووياً لتطوير الطاقة النووية وآخر للتعامل مع المخلفات النووية وطريقة التخلص منها". وأشار إلى أن هناك اتفاق لبيع المملكة مجموعة طائرات من نوع إيرباص ومروحيات فرنسية الصنع. وبين أن هناك عقوداً لتطوير البحرية السعودية التي هي جزء أساسي من العلاقات الصناعية والعسكرية بين البلدين، وتعاوناً في المجال الصحي، حيث هناك أكثر من أربعة اتفاقات تتم دراستها تتعلق بأبحاث طبية مهمة يتم العمل على تطويرها مع وزارة الصحة في المملكة، مؤكداً أن كل هذه الدراسات والمباحثات تتسارع لأهميتها .. وقال "نحن الآن ندفع باتجاه رؤية استراتيجية أساسية، ولن نتوقف عند هذه الرؤية وهذا التوجيه من الرئيس الفرنسي وأيضاً من الملك سلمان بن عبدالعزيز، مضيفا "لنذهب بتعاوننا وعلاقاتنا الثنائية إلى أبعد من ذلك". ولفت النظر إلى أنه في 12 و13 من أكتوبر المقبل سيكون هناك لقاء لرجال الأعمال السعوديين والفرنسيين في الرياض لبحث عدة مواضيع تم العمل عليها، معربا عن شكره لسمو ولي ولي العهد لإشرافه المباشر على المفاوضات ومتابعة كل الشؤون بتفاصيلها وأيضاً وزير الخارجية لتفانيه وقدراته العالية. .. وعقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية الدائمة باريس: واس ترأس ولي ولي العهد اجتماع اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية الفرنسية الأول بالعاصمة الفرنسية باريس، فيما ترأس الجانب الفرنسي وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس. وجرى خلال الاجتماع بحث آليات التعاون المشترك بين البلدين وتنسيق أعمال الفرق المشتركة، واستعراض مجالات التنسيق التي انطلقت أعمالها أخيراً في قطاعات الطاقة والاستثمار والتسليح ومشاريع البنية التحتية، والبيئة والطيران والصحة العامة. حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية عادل أحمد الجبير، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء خالد عبدالرحمن العيسى، ورئيس الاستخبارات العامة خالد علي الحميدان ، وأمين عام صندوق الاستثمارات العامة عبدالرحمن المفضي، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة عبدالعزيز سعيد ، ومدير عام التجارة الأجنبية بوزارة التجارة طه الشريف، وكبير المستشارين بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة عبدالله الحمودي. فيما حضره من الجانب الفرنسي، وزير الدولة المكلف بالنقل والبحار والثروة السمكية في وزارة البيئة والطاقة والتنمية المستدامة الان فيدالي، ووزير الدولة المكلف بالتعليم العالي في وزارة التربية الوطنية والبحث العلمي تيري ماندون، ووزير الدولة المكلف في وزارة الدفاع جون مارك تودشيني، ومدير مكتب وزير الخارجية الكسندر زقليه، والأمين العام المساعد بوزارة الخارجية رمي ريوكس والسفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو.