مع دخول شهر رمضان المبارك، يتسابق عدد كبير من أهالي المدينةالمنورة لتقديم الخدمات ووجبات الإفطار داخل المسجد النبوي والساحات المحيطة به، فيما تحرص بعض الجهات الخاصة على تقديم وجبات السحور للزوار على الطرق المؤدية للمسجد النبوي، فتقوم بتوزيع المياه المبردة والوجبات في مشهد يتكرر كل عام. ورصدت "الوطن" خلال جولتها على الحرم النبوي تواجد مركبات بعض الجهات والأفراد تحمل وجبات السحور تقوم بتوزيع الوجبات التي تتكون غالبا من الرز واللحم والدجاج، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الإيدامات المتنوعة، كإيدام الخضار، والدجاج، واللحم، وغيره، وتقوم تلك الجهات بالتكفل بجميع التحضيرات والتجهيزات. ويقول عمر فتح، صاحب أحد المطابخ "في كل عام خلال شهر رمضان نقوم بتجهيز وجبات السحور لزوار المسجد النبوي، وذلك عن طريق تحضيرها في مطابخنا وتجهيزها وإحضارها، ونستهدف طرق سير الزوار خارج المنطقة المركزية حيث تكون بعيدا عن ضجيج السيارات وزحمة المارة، ونقوم بالتمركز من خلال جميع جهات المسجد النبوي الأربع". ويضيف فتح أن وجبة السحور تختلف عن وجبات الإفطار بشكل كبير، حيث نعمد إلى تحضير الوجبات الدسمة، كالزر واللحم أو الدجاج وتحضير الإيدامات والفواكه والسلطات واللبن، التي يصعب إحضارها داخل الحرم النبوي خلال وجبة الإفطار حيث تمنع الأنظمة دخول مثل تلك الأصناف. يذكر أن وكالة شؤون المسجد النبوي أعلنت خلال خطتها لموسم شهر رمضان المبارك الحالي أنه لا تمانع من دخول طعام الإفطار داخل المسجد النبوي بعد انتهاء صلاة العصر بنصف ساعة، ويتمثل في التمر والخبز ولبن الزبادي والقهوة، وتحديد الأماكن المخصصة لهم ابتداء من فجر ال20 من رمضان، فيما يتولى الإشراف على هذه الأعمال عدد من المشرفين ورؤساء الورديات يتواجدون داخل المسجد النبوي. وفي ما يختص بتنظيم مواقع إفطار الصائمين في الساحات، أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي عبدالعزيز الفالح أن أهل المدينةالمنورة والمقيمين فيها وغيرهم من فاعلي الخير يحرصون على تفطير الصائمين في رمضان، وتتولى الإدارة تنظيم الإفطار داخل المسجد النبوي وفي ساحاته بطريقة مرتبة ومنظمة، إذ يسمح داخل المسجد النبوي بدخول التمر والقهوة واللبن الزبادي والخبز. وأضاف أن الوجبات في ساحات المسجد النبوي جعل لها ترتيب خاص، وتم تحديد مواقع لها في الساحات الشمالية والشرقية والغربية، وروعي فيها الابتعاد عن الرخام الأبيض بمسافة كافية لمرور المشاة وعربات الخدمات، مع فصل مواقع الرجال عن النساء، إذ يلتزم أصحاب السُفر بضوابط واشتراطات منها إحضار فرش مناسب يتسع للمائدة ولمن يجلس حولها، وأن تكون السفر من النوع السميك القوي الذي يُضمن عدم تمزقه عند رفعه من الأرض، وعدم إحضار أي نوع من السوائل أيا كانت ما عدا اللبن والماء والعصيرات المعبأة آليا، إضافة إلى أن يكون محل إعداد الوجبات مرخصا له من أمانة المدينةالمنورة، وتقديم الوجبات في أطباق مناسبة تتوافر فيها الشروط الصحيحة على أن يرتدي مقدمو الوجبات القفازات اليدوية خلال تجهيز الوجبات وتقديمها.