شيعت جموع غفيرة من محافظتي النماص ومحايل بمنطقة عسير أمس، إثنين من شهداء الحد الجنوبي، الذين استشهدوا إثر مواجهات مع الميليشيات الحوثية وجماعة المخلوع علي صالح على الحد الجنوبي. ففي محافظة النماص شمال منطقة عسير شيع أهالي مركز بني عمرو أمس، الشهيد وكيل رقيب ظافر بن ضايح بن صوفان العمري الذي استشهد على الشريط الحدودي بظهران الجنوب، وذلك في جامع عامر بمركز بني عمرو، يتقدمهم محافظ النماص محمد بن حمود النايف وحشد كبير من أهالي بني عمرو. ونقل محافظ النماص، تعازي أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لأسرة العمري. وخاطب النايف أقارب الشهيد قائلا: "إن ابنكم استشهد في ميدان العز والشرف وإننا نسعد ونتشرف بخدمة هذا الوطن الغالي والموت من أجله". من جهته، بين والد الشهيد ضايح بن ظافر بن صوفان أن ابنه استشهد في ميدان الشرف والبطولة، وهو شرف له ولأشقائه ولكل قبائل بني عمرو. وقال صوفان: "قبل أيام زار ابني والدته وأسرته في منزلهم بقريته بنابط ببني عمرو، وقال لي يا والدي أطلب منك أن تدعو لي بالشهادة وأن أموت شهيدا في هذه المعركة لحماية الوطن ومقدساته". وأشار والده إلى أن الشهيد أجرى اتصالا بشقيقه قبل وفاته بساعات يوصيه بوالدته التي تعاني من مرض مزمن ويطلب منه برها والعناية بها، لافتا إلى أن الشهيد متزوج ولديه ابن عمره ثلاث سنوات. في المقابل، أكد عدد من شيوخ ونواب وأعيان قبائل بني عمرو أن الشهادة من أجل الدين والدفاع عن الوطن ومقدساته وقيادته وسام شرف لجميع قبائل بني عمرو وكل مواطن سعودي. إلى ذلك، شيع أهالي قرية الحضن بمحافظة محايل عسير يتقدمهم محافظ محايل محمد بن سعود المتحمي وشيخ قبائل وادي الريش أبو طالب بن محمد الزين الشهيد جندي أول درويش بن محمد آل السادة. وأوضح والد الشهيد محمد آل السادة أن ابنه اتصل به من موقع المعركة طالبا منه الدعاء له بالنصر والشهادة ودحر الأعداء عن تراب أطهر وطن على وجه الأرض. وأضاف: كان لابني ما أراد وأحمد الله أن خرج من بيتي شهيدا لقي ربه وهو يدافع عن دينه ووطنه. وفي منطقة جازان، شيعت جموع غفيرة أمس، شهيد الواجب العريف محمد علي عريبي من أفراد القوات المسلحة، وذلك بمركز الموسم الحدودي بمحافظة الطوال. وكان الشهيد العريبي قد استشهد أول أمس في مواجهات على الحدود الجنوبية مع الميليشيات المتمردة على الشرعية في اليمن من عصابات الحوثي والمخلوع التي حاولت الاعتداء على الحدود السعودية، والتي تصدت لها القوات السعودية وأحبطت محاولاتها البائسة. وقال حمود علي عريبي أخو الشهيد: أخي نال شرف الشهادة في ميدان الشرف وهو ابن لمقاتل سابق في القوات السعودية، حيث شارك والدي -رحمه الله- في حرب عاصفة الصحراء وتحرير الكويت. وكان ضمن الموجودين في المقبرة لتوديع الشهيد ابنه علي البالغ 8 سنوات من العمر والذي حمله أصدقاء الشهيد على الأعناق. يذكر أن الشهيد يبلغ 34 عاما متزوج وله ابن وبنت وشقيق لسبعة إخوان ذكور.