أكد المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي، أن المملكة تتشرف بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وجميع من يسانده، مشيرا إلى أن المملكة قدمت دعما بمقدار يفوق النصف مليار دولار خلال السنوات ال15 الماضية للأونروا، فضلا عن أن التوقيع أخيرا على سبعة اتفاقات مع الأونروا تقدم بموجبها المملكة 111 مليون دولار أميركي يخصص الجزء الأكبر منها للاجئين في قطاع غزة. جاء ذلك، في كلمة المملكة ألقاها أمام المؤتمر الرفيع المستوى في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أول من أمس حول الذكرى ال65 لبدء عمليات الأونروا. وأشار إلى أن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى "الأونروا" أنشئت قبل 65 عاما في ظل وقوع إحدى أكبر المآسي التي شهدها العالم عندما قامت إسرائيل بتهجير نحو 700 ألف فلسطيني، فكانت الأونروا ولا تزال حبل نجاة للاجئين الفلسطينيين الذين تزايدت أعدادهم يوما بعد يوم، بسبب استمرار رفض إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، والاستمرار في تعنتها بعدم الموافقة على مبادرة السلام العربية التي تضع "حلا شاملا ومتكاملا للنزاع العربي الإسرائيلي يقوم على العدل والتكافؤ وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين". وأضاف متسائلا "إلى متى؟ إلى متى تستمر الأعمال العدوانية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني؟ ومنها الإعلان الأخير من الحكومة الإسرائيلية عن بناء المستوطنات وتوسيعها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، وعلينا ألا نتناسى أن سياسية الاستيطان العنصرية مرتبطة بجملة من السياسات الإسرائيلية الإقصائية الممنهجة، منها التهجير القسري للفلسطينيين وهدم المنازل والممتلكات". كما تساءل قائلا "إلى متى؟ إلى متى تستمر إسرائيل في ارتكاب المآسي بحق الشعب الفلسطيني دون محاسبتها وضمان عدم إفلاتها من العقاب؟ لقد ارتكبت إسرائيل أسوأ الفظائع في غزة في الصيف الماضي، إذ لم تتهاون في ملاحقة المدنيين الفلسطينيين حتى في مدارس الأونروا التي استخدمت لإيواء اللاجئين، فقتلت القوات الإسرائيلية اللاجئين في مأواهم، وقتلت العاملين على إيوائهم، ولم تكن حادثة استهداف مدارس الأونروا في غزة حالة استثنائية، بل قامت إسرائيل باستهداف مدارس عدة بشكل ممنهج، ما أدى إلى مقتل أكثر من 42 لاجئا و11 موظفا تابعا للأمم المتحدة". وقال: إلى متى؟ إلى متى تستمر دورة الهدم والبناء؟ فلا يكاد مشروع أن ينتهي تحت إشراف الأممالمتحدة وبدعم من المجتمع الدولي، حتى تأتي إسرائيل بكل جرأة لتهدمه ومن ثم تحرم وصول الموارد لإعادة بنائه، وبسبب دورة الهدم والبناء التي تفرضها إسرائيل تعاني الأونروا نقصا حادا في التمويل يزيد مجموعه عن 106 ملايين دولار، وأن على المجتمع الدولي مسؤولية خاصة لتقديم الدعم اللازم للأونروا، كان ينبغي أن تنصب جهود المجتمع الدولي على معالجة الداء وإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال الذي يعد السبب الرئيس للمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني".