في مشهد وطني رسخ من تلاحم أبناء الشعب السعودي، شيع جموع من الأهالي شهداء مسجد الحسين في حي العنود بالدمام أمس، بمشاركة واسعة من مختلف مناطق المملكة. واحتشد المشيعون منذ الساعة الثانية ظهرا، تتقدمهم جثامين الشهداء الأربعة "محمد الأربش وعبدالجليل الأربش وعبدالهادي الهاشم ومحمد العيسى"، وبعد الانتهاء من مراسم صلاة الجنازة نقلوا إلى مقبرة سيهات. ووُجدت 12 سيارة إسعاف وفرتها الجهات الطبية، وهي جمعية الهلال الأحمر "خمس سيارات"، ومجمع البرج الطبي بالدمام "سيارتان"، ومستشفى الملك فهد التخصصي "سيارة"، ومستوصف دار الصحة "سيارة"، ومستوصف دار العافية "سيارة" وجمعية مضر "سيارة" ومن مستوصف البطي في تاروت "سيارة". وتقدم علي ناصر السليمان جموع المشيعين للصلاة على جثامين الشهداء في ساحة الوفاء، وشدد على ضرورة إبراز الوحدة الوطنية والوقوف بحسم أمام كل أشكال العنف والكراهية، مشددا على ضرورة البقاء على قلب رجل واحد في جميع الأوقات. وبدأ تجهيز قبور الشهداء منذ أول من أمس، وتم الانتهاء من عمليات الحفر في ظهيرة أمس، وشهد التشييع مشاركة واسعة وكبيرة للغاية، إذ لم تقتصر على أهالي المنطقة الشرقية بل حرصت وفود من البحرين وقطر والكويت على المشاركة في التشييع. وحرص عدد من مصابي الحادث الإرهابي على المشاركة في تشييع الشهداء، وعد وفد ذوي شهداء القديح المشارك أن الحرص على المشاركة في التشييع لا يمثل سوى تعبير متواضع عن الرفض التام لجميع أشكال الإرهاب، مضيفا أن المصاب أصاب الجميع ولا يقتصر على منطقة دون أخرى. فيما وصفت جموع المشاركين العمل الإرهابي الإجرامي بالشنيع، فالإرهابي لم يراع حرمة بيوت الله وحرمة يوم الجمعة، مؤكدين أن الجميع يقف يدا واحدة في وجه جميع الدعوات المنبوذة التي تهدف إلى شق اللحمة الوطنية. نوط ومعاملة الشهداء للشجعان أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أنه تقديرا من الدولة لتضحية شهداء مسجد الحسين "رضي الله عنه" بحي العنود بمدينة الدمام فقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمعاملتهم معاملة شهداء الواجب ومنحهم نوط الشجاعة، رحمهم الله وتقبلهم في الشهداء. وأشار المتحدث إلى أن الشهداء عبدالجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، هادي سلمان عيسى الهاشم، محمد حسن علي العيسى، ضربوا بعملهم الشجاع وتضحيتهم بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أصدق مثال على أن المواطن هو رجل الأمن الأول. إلى ذلك، رفع أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة الشرقية وخاصة ذوي شهداء المحاولة الإرهابية الفاشلة لتفجير مسجد الحسين في حي العنود بالدمام الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على توجيهه الكريم بمعاملة ضحايا ذلك الحادث الإرهابي معاملة شهداء الواجب ومنحهم نوط الشجاعة في ظل اهتمامه وحرصه أيده الله على أبناء شعبه الوفي.