ابتكر أساتذة الكمبيوتر من منطقة سارلاند في ألمانيا برنامجا جديدا يضع تاريخ صلاحية للملفات الرقمية على الإنترنت، وذلك يمنع مشاهدة أي صور محرجة للمستخدم أثناء حضور حفلة صاخبة أو تعليق مؤسف كتبه يوما ما على إحدى المدونات، فمجرد تحميلها على الشبكة الدولية، يصبح من الصعب استرجاعها. ويقول توماس روبل وهو استشاري توظيف بإحدى الشركات في ألمانيا "إذا ما اطلع أي مسؤول توظيف على صور تخص متقدما لشغل وظيفة، وشاهده على سبيل المثال يحيط نفسه بمجموعة من الفتيات أثناء إحدى العطلات، فسوف يتكون لديه انطباع سلبي بشأن هذا الشخص". وإلغاء الصور الرقمية من على الإنترنت ليس كافيا للتخلص منها لأن الإنترنت لا تنسى أبداً، فمحركات البحث مثل جوجل وبينج تجوب الإنترنت بشكل تلقائي وتسجل أي بيانات يتركها المستخدم. وصرح إيريك شميت المسؤول بشركة جوجل ضاحكا ذات مرة أنه ينبغي السماح لأي شخص أن يغير اسمه وهويته عندما يبلغ سن الرشد هربا من تاريخه الرقمي. ويعتقد خبير تكنولوجيا المعلومات مايكل باكس أنه توصل إلى حل لهذه المشكلة، ويقول في هذا الصدد "عليك أن تمنع تخزين المعلومات بشكل تلقائي". ويوضح باكس وهو خبير في أمن المعلومات في جامعة سارلاند الألمانية قائلا "تكمن الفكرة في تحديد تاريخ صلاحية للبيانات قبل وضعها على الإنترنت"، ولا تتطلب هذه المسألة سوى برنامج بسيط يجري تحميله على الكمبيوتر. ويحمل هذا البرنامج اسم "إكس باير" ويستطيع إنتاج بيانات يمنع الاطلاع عليها بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، ويقول باكس "يتم تخزين رقم سري وتاريخ انتهاء الصلاحية على خادم الإنترنت، وبمجرد حلول تاريخ انتهاء الصلاحية، يختفي الرقم السري، ويصبح من المستحيل الاطلاع على هذه البيانات". ولا شك أن تحديد انتهاء الصلاحية للصور الرقمية يمثل مصدر راحة ليس للمستخدم وحده، بل أيضا لأولياء الأمور الذين يشعرون بالقلق لأن أبناءهم يقضون غالبية وقتهم أمام الإنترنت، ويجعلون حياتهم الشخصية عرضة لأي شخص يريد الاطلاع عليها.