من مقتطفات يوم الجمعة 15/ 5/ 1436، وفي عموده النحيل من العدد 5271، أشار الكاتب صالح الشيحي إلى حزمة من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا. لكن ما استوقفني هو إشارته إلى ظاهرة "كثرة المديرين والمسؤولين في مطار الملك عبدالعزيز"، وصنف ذلك كأكثر مؤسسة حكومية في العالم لديها مسميات ومناصب إدارية. لكنه لم يذكر الجهة المسؤولة عن التصنيف كي يتسنى للقارئ والمسؤول معرفة المعايير المتبعة في ذلك التصنيف. يبدو من ملامح المقال أنه كلام عام، ويضع العارف بحقائق الأمور في حيرة من أمره. ماذا تقصد يا كاتبنا بمطار الملك عبدالعزيز. ألم تعلم أنه مطار أشبه بمدينة متوسطة الحجم، إذ يتربع على مساحة تقدر ب105 كليومترات مربعة. يتألف من ثلاث صالات كبيرة الحجم "جنوبية، شمالية، صالة الحجاج". كل صالة من هذه الصالات يعمل تحت قبتها فريق عمل من جهات مختلفة، سواء من رجال الأمن أو مصلحة الجمارك أو موظفي شركات خطوط الطيران، خلاف كثير من الأعمال الأخرى. سؤالي هنا: أي فرقة من تلك الفرق استوقفك فيها ما أشرت إليه في مقالك؟ وأي صالة سجلت فيها ذهنيا ملاحظتك؟ جميل عندما ننتقد، لكن الأجمل عندما نحدد النطاق المكاني والزماني لذلك النقد. وحتى لا يقودنا نحن جمع المتابعين لكتابنا ذلك النقد إلى مسارات الجهل بحقائق الأمور، أو أن يقود ذلك التعميم في القول المسؤول المعني إلى لبس في تفسير ما تمت الإشارة إليه. سأستعير منك جملة تحب ترديدها كثيرا وهي "من المفترض" وسأعيدها لك، بأن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بعيدا عن العموميات التي تفقد المقال قيمته، بل وتترك لبسا عند القراء. يقول سيدنا عمر، رضي الله عنه، "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".