صباح أمس كان مليئا بالروايات، قصص دثرتها اللعنات على من اتفقت الإنسانية مجتمعة على تسميتهم ب"الخونة" وهم الرئيس اليمني المخلوع علي صالح وميليشيات الحوثي العميلة للنظام الإيراني. وكانت كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن "سابقا" في حي الملز بالرياض، مقرا لهؤلاء الرواة الذين لن ينسوا أبدا ما آلت إليه بلادهم على أيدي الخونة. الشباب اليمنيون ثمنوا الخطوة السعودية الخاصة بتصحيح أوضاعهم، مبينين أن هذا لا يستغرب على حكومة بلاد الحرمين الشريفين وقائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز، فهي التي بادرت بتصحيح وضع أراضي اليمن، ولن تعجز عن تصحيح وضع المقيمين على أراضيها المباركة. واعتذر البعض ممن جاؤوا لمقر تصحيح الأوضاع، للنظام السعودي والشعب ورجال الأمن، موضحين أنهم لا يسعون من التسلل لإلحاق الضرر بأحد، إلا أنهم أكدوا صدق نواياهم بالبحث عن عمل، ولا يملكون الأموال الكافية للدخول إلى المملكة بطريقة نظامية. ألاعيب الحوثي ومن الروايات التي تكررت أن حملة التصحيح الأولى التي بدأت مطلع العام الماضي كانت عادت على تنظيم الحوثي بالنفع، على حد قول الرواة، إذ بين أحدهم أن العائدين آنذاك وجدوا أنفسهم أمام خيار الالتحاق بصفوف الحوثي، الذي استقبلهم بعد عودتهم بالأموال من فئة الدولار الأميركي، إضافة إلى أنه قدم لهم ما يسد ديونهم، في مقابل أن يلتحقوا بالتنظيم، وجذب بعضهم البعض، حتى كشفت نوايا الحوثي الذي كان يستخدمهم كخط دفاع وهجوم أولي للتضحية بهم. وأوضح راوي القصة أن مطامع الحوثي للهيمنة والسلطة تبخرت أمام الشعب اليمني الذي لا يقبل بالخونة والدخلاء، بعد أن راح ضحية هذه النزوات الآلاف من الشباب اليمني الفقير، الذين كانوا يعولون أسرهم بمشقة. جواس وما أدراك ما جواس، هذا الاسم يعلق عليه اليمنيون آمالهم داخل اليمن، إذ أوضح أحد المتسليين أخيرا أن العميد ركن ثابت جواس تولى مهمة تدريب اللجان الشعبية أخيرا، واصفا السلوك الإنساني الذي زرعه جواس في اليمنيين عموما، بأنه يعكس نزاهة هذا الشخص، إضافة إلى أن الجميع يعلقون عليه آمالا واسعة لتخليص اليمن من الخونة. وشارك في الحديث شخص آخر، مؤكدا أن العميد جواس وبعد أن وجد بعض عناصر اللجان الشعبية في حاجة للتدريب العسكري، نذر نفسه ووقته لتدريبهم، موضحا أن العناصر الملتحقة أخيرا باللجان الشعبية في تطور مستمر وزيادة متواصلة، مستدركا بالقول "لكن جواس لا يرحب بدخول المنشقين أو المأسورين من الحوثي والمخلوع إلى صفوف المقاتلين". يسر وسهولة كما شهدت إدارة جوازات الطائف صباح أمس إقبالا كبيرا من الجالية اليمنية الراغبة في تصحيح أوضاع إقامتهم بحسب الأمر السامي. وأوضح المتحدث الإعلامي لجوازات الطائف الرائد مروان كمال أنه تمت تهيئة المبنى الشمالي بجوازات الطائف لاستقبال طلبات التصحيح. وقال إن جميع الاستعدادات جرت منذ وقت باكر بناء على توجيهات الجهات العليا بذلك وإن الإجراءات التنظيمية للمكان وطريقة الإجراء تمت بكل يسر وسهولة، مبينا أن الإجراءات تتضمن إكمال المسوغات الخاصة بكل طلب، منها كتابة البيانات الشخصية وإجراءات الكشف الطبي. وبين كمال أن إدارة الجوازات وضعت لوحات للمتطلبات النظامية لاستكمال إجراءات التصحيح للجنسية اليمنية ممن لم يصدر لهم إقامات نظامية. فيما أعرب عدد من المقيمين اليمنيين عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين في مساندة الشعب اليمني، إذ يقول أحمد قاسم المحويتي –يمني مقيم- "نحمد الله على أن مكننا من تصحيح وتعديل وضع إقامتنا في هذه المحافظة ونتقدم بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الذي سمح لنا أن نستخرج إقامات وتصاريح موقتة". أما غالب أبوسعيد فيقول – يمني مقيم- فيقول "إننا سعداء بهذا الإجراء الذي طمأننا كثيرا على وضعنا في هذه البلاد وكذلك ساعدنا في التغلب على صعوبات طلب لقمة العيش". إجراءات أساسية وفي جدة، بدأت الجوازات باستقبال اليمنيين الراغبين بتصحيح أوضاعهم عند الرابعة ونصف مساء في مركز الخدمات بالشميسي، إذ كثفت جهودها لتقديم أفضل الخدمات لهم إنفاذا للأمر السامي الكريم القاضي بمنحهم تأشيرات زيارة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، عبر دعم بالقوى البشرية والتجهيزات الفنية لضمان سرعة ودقة إنهاء طلبات التصحيح. وفي منطقة تبوك تم تخصيص ثلاثة مواقع لاستقبال المخالفين اليمنيين في جوازات تبوك وجوازات الوجه وشعبة جوازات ضباء، وأوضح ل"الوطن" مساعد مدير جوازات منطقة تبوك لشؤون العمليات العقيد عبدالله المشيخي أنه من المتوقع استقبال 2000 مخالف يمني لتصحيح أوضاعهم، لافتا إلى أن الأولوية في تصحيح أوضاع المخالفين اليمنيين للموقوفين في إدارة الوافدين. وقال العقيد المشيخي "قرار تصحيح أوضاع اليمنيين هو قرار حكيم وله بعد أمني واقتصادي وإنساني للأزمة اليمنية، وذلك بتحويل أبناء الجالية اليمنية من اللاشرعية إلى الشرعية، من ناحية الدخول غير الشرعي إلى النظامية، إضافة أن هذا القرار يحمل تسهيلات كبيرة جدا لمن يتعاون ويبادر من خلال بعده عن العقوبات المالية والإدارية، إضافة إلى سماح مكتب العمل لهم بالعمل كأجير". وأضاف أن اليمني المخالف باستطاعته استضافت خمسة أشخاص من عائلته كحد أقصى للفرد والمؤسسات والشركات مع مراعاة نسبة ال10% وعدم تجاوزها. وتابع "في حال طلبت بعض المؤسسات أو الشركات زيادة العدد فيتم الرفع للجهات العليا لاتخاذ التوجيه في ذلك، وبالنسبة للإجراءات حددت إجراءات أساسية تتضمن وجود وثيقة سفر من الحكومة الشرعية لليمن الشقيق لها سمات أمنية واضحة، وبعدها لا بد من الحصول على تقرير طبي من المستوصفات المعتمدة من الشؤون الصحية بالمنطقة تؤكد خلوهم من الأمراض بحسب شروط الإقامة، وبإمكان المستضيف مراجعتنا شخصيا، والمستفيدين كحد أقصى خمسة أفراد بعد التأكد من القيود الأمنية وعدم تسجيل ملاحظات عليهم، يستكمل لهم الإجراءات للحصول على بطاقة أجير "بطاقة زائر"، لستة أشهر قابلة للتمديد مستقبلا بحسب الأوامر والتعليمات". وفي السياق ذاته، توافدت أعداد من اليمنيين المقيمين بطريقة غير نظامية إلى جوازات العاصمة المقدسة أمس رغبة بالاستفادة من التوجيه الكريم القاضي بتصحيح أوضاعهم. حقوق وأمان إلى ذلك، أنهت المديرية العامة للجوازات بمنطقة الباحة استعداداتها وجهوزيتها لاستقبال طلبات اليمنيين المقيمين بطرق غير نظامية الراغبين في تصحيح أوضاعهم، حيث شهدت جوازات المنطقة حضور عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية. ورصدت "الوطن" مشاعرهم، حيث بين كل من فلاح ناجي وعلي السباعي أنهما فخوران بأمر خادم الحرمين الشريفين الذي سيضمن لهم حقوقهم وراحتهم، داعين الله بأن يحفظ سلمان الحزم من كل مكروه. وفي منطقة نجران بدأت الجوازات أمس في استقبال طلبات الأشقاء اليمنيين الراغبين في تصحيح أوضاعهم، حيث تم استقبال الطلبات في الأماكن التي حدّدت وهي: إدارة جوازات المنطقة نجران، وشعبة جوازات شرورة التي دعمت بالكوادر البشرية اللازمة والأجهزة التقنية لتلبية حاجات المتقدمين بشكل سريع. على صعيد متصل، طالب عدد من مخالفي نظام الإقامة والعمل من الجالية اليمنية في أبها من قنصلية بلدهم بأن يتم رفع عدد ساعات عمل القنصلية أكثر من وقتها الحالي الذي لم يتجاوز ساعات محدودة ثم أغلقت أبوابها من دون تحديد أوقات العمل. وبين أحمد بريك أنه عاش في الفترة الماضية مختفيا عن أنظار الجهات الأمنية نظرا لدخوله المملكة بطريقة غير نظامية ولكن بعد إعلان الملك سلمان لهذه الفرصة الذهبية وقوفا مع أبناء اليمن وتقديرا لوضعهم الداخلي وجدناها فرصة ثمينة، وقدمنا إلى المقر الذي استأجرته القنصلية لإنهاء ملفات المخالفين، ولكن تفاجأنا من ضيق الوقت لاستقبال الطلبات وكثرة المتقدمين. وفي السياق ذاته، أشار محمد غالب إلى أن لجنة من القنصلية استقبلت أعدادا قليلة من المتقدمين وبعد ذلك أغلقت الأبواب إلى موعد غير معلوم. "الوطن" حاولت التواصل مع القنصل اليمني عبدالله العولقي لمعرفة الأعداد الرسمية للمتقدمين ونقل معاناتهم إلا أن هاتفه ظل من دون رد حتى إعداد الخبر.