أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم، أن بلاد الحرمين الشريفين لم تسلم من أطماع الطامعين وحسد الحاسدين، إلى أن منَّ الله على الأمة المباركة بحماية الحرم المكي ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأوضح الشريم في خطبة الجمعة بالحرم المكي أمس، أن هذا الاهتمام يغيظ القلوب الحاسدة التي تطمع في عدم الاستقرار بقبلة المسلمين، منوهاً إلى أنهم يريدون من هذا الغل والتهديد أن يستبيحوا بيت الله الحرام كما استباحه المفسدون من قبل، مستشهداً باستحلالهم لدماء الحجيج وقتلهم نحو 30 ألفا بعضهم بين الصفا والمروة، وخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها وخلعوا الحجر الأسود من مكانه في الشهر الحرام بالقرن الرابع الهجري. أوخاز الطائفيين وأرجع الشريم هذه الأعمال العدوانية التي كانت في الحرم المكي إلى أنها من منطلقات طائفية ليست في الإسلام، لذا فإن بلاد الحرمين الشريفين لم تسلم من أوخاز الطائفيين وأطماعهم، فالله عز وجل حرسها وهي ليست بطائفية إذ هي جزء من أمة مترامية الأطراف بين المشرق والمغرب، مشيراً إلى أن هؤلاء الطامعين في أرض بلاد الحرمين لقوا التغرير من الخارج لنشر عقيدتهم الطائفية الباطلة، لذا انطلقت وبتوفيق الله على إثر ذلك "عاصفة الحزم" لتظهر غضبة الحليم وصبر الحكيم لنزالٍ واجب يمليه الضمير الحي، يقوده فرسان يدركون مكانة أرض اليمن أرض الإيمان والحكمة وما حلَّ بأهلها من بغي وخروج بطائفية مقيتة تأكل الأخضر واليابس، ووصف الشريم عاصفة الحزم بأنها لجام للمتهورين المغرورين وحماية للحرمين الشريفين، ولن تطالهما أيدي الطامعين العابثين ونصرةٌ للمستضعفين في بلد الحكمة والإيمان. وشدد الشريم خلال خطبته على أنه لا بد للمجتمع الواعي ألا يفرق بين عدو الداخل والخارج، فحماية أنفسهم تعد من أوجب الواجبات، لأن الحفاظ على الأمن ضرورة لا ينازعها إلا حاسد وكاره، وأن سلامة أي مجتمع من الحروب لهي نعمةٌ ينبغي شكر الله عليها. مواقف فاصلة وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، عما تمر به الأمة من فتن جسام ومواقف فاصلة وأحداث تتطلب نصرة الحق والمظلوم. وأوضح أن القوة في نظر الشرع أداة في خدمة الحق لا غاية تنشد بذاتها، فإذا انفصلت عن الحق أصبحت خطراً وتدميرا، مبينًا أن القوة تثبت دعائم السلام وتحمي الإسلام وتصون ديار المسلمين من أن تمتد إليها يد الغاصبين والمعتدين والباغين. وبين أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء وأن القوة الحقيقية هي المستمدة من الله، فمن استمد القوة من الله لا يعرف للضعف معنىً ولا يجد اليأس في نفسه مكاناً، والمؤمن في الشدائد تقوى صلته بربه ويتعلق قلبه بالله ويلوذ بحماه، مؤكدًا أن الإسلام دين العزة والقوة، فالأمة قوية بدينها وعقيدتها ورجالها. وأفاد الثبيتي بأن القوة تدحض الباطل وتزهقه، متطرقًا إلى الباطل الذي يحاول أن يتمدد في جزيرة العرب من الفئة الباغية التي تمارس الخداع وتستخف بالعقول وترفع شعار الموت للكفر والموت للباطل، وهي من جنده وتسير في ركابه وتنفذ مخططاته. وتابع قائلاً: أصبحت هذه الفرية اليوم مكشوفةً مفضوحةً ممجوجة، وإن الأمة وعت مكرهم، وإن هذه الشعارات مجرد غطاء ودغدغة لعواطف المسلمين ليسهل عليهم افتراس الفريسة بالقتل أو التهجير، مؤكدًا أن القناع سقط وانكشف المستور وتجلت الحقائق وبان زيف الفئة الباغية، فهي سلبت حقاً واحتلت أرضاً وهددت بإشعال المنطقة بأسرها تحقيقاً لمطامع ومخططات تغذيها أحقاد دفينة وبدعم من جهات مشبوهة.