بدأت الملحقية الثقافية في الهند العمل عام 2007 على تنفيذ مشروع فهرسة المخطوطات العربية الموجودة في عدد من المكتبات الخاصة والعامة في الهند، وكانت أول ثمرة لهذا المشروع "خزانة جامع بومباي" التي يبلغ عددها" 1000 مخطوطة، وتعد هذه الخزانة من الخزائن النفيسة التي قلما اطلع عليها أحد، وتتجلّى أهميتها في احتوائها على عشرات المخطوطات التي لا تكاد توجد في أي مكتبة أخرى وبعضها ليس لها ذكر في أسفار المتقدمين ولا المتأخرين، ومنها مجموعة من المخطوطات التي نُسخت في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، أو نسخت بأيدي علماء نجد والأحساء.ولدعم هذا التوجه التاريخي، نظمت الملحقية ندوتين علميتين الأولى بعنوان "مصادر تاريخ الجزيرة العربية في المكتبات والأرشيفات الهندية"، والثانية "كتب الرحلات الهندية كمصدر من مصادر دراسات الجزيرة العربية"، وكان لهما الأثر البالغ في زيادة التقارب والتفاهم بين الجهات الأكاديمية السعودية والهندية. وانطلاقا من حرص الملحقية المستمر في توثيق الروابط الثقافية وتبادل الإنتاج الفكري والثقافي والعلمي مع الجهات ذات صلة في الهند، قامت بإهداء كميات كبيرة من الكتب الإعلامية والثقافية والأدبية إلى الجامعات والمؤسسات العلمية والمكتبات العامة الهندية. ووضعت الملحقية في ذلك الإطار خطة شاملة لتحقيق أهدافها، تضم مشروعا لإقامة الندوات الأكاديمية والمحاضرات بالتعاون مع الجامعات الهندية، ومشاركة أساتذة الجامعات السعودية والهندية، وتم خلالها ترجمة روائع الأدب الهندي والسعودي إلى اللغة العربية واللغة الهندية على وجه الترتيب، وتشجيع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الهند، فضلا عن دعم المعاهد التي هي نشطة في هذا المجال. كما تمت إقامة دورات تدريبية لأساتذة اللغة العربية في الهند بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، والعمل على إنشاء كراسي تعليم اللغة العربية في بعض الجامعات الهندية، والتواصل المستمر مع جامعاتها للاطلاع على نشاطاتها المقترحة المتمثلة في الندوات والمؤتمرات، علاوة على تسهيل مشاركة المهتمين من الأساتذة والباحثين السعوديين فيها وتزويد الجامعات السعودية بقائمة للخبرات والمواهب الهندية المتاحة في التخصصات المختلفة للاستفادة منها عند الحاجة، وإنشاء النادي الأدبي للطلاب السعوديين في الهند ومتابعة شؤونهم بشكل نظامي. جاء ذلك في التقرير الذي أصدرته الملحقية أخيرا لعام 1435- 2014، وأبرزت فيه إنجازات مختلف الأقسام والأنشطة الثقافية التي قدمتها في مختلف المجالات التي تخدم التعاون العلمي بين المملكة والهند، وتسهل مهمة ابتعاث ودراسة الطلبة السعوديين فيها كتوثيق العلاقات الثقافية والعلمية بين المملكة والهند، وإقامة الندوات العلمية ومشاركة المملكة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب. يذكر أن 165 طالبا وطالبة سعوديين ممن يمثلون برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في 11 جامعة ومعهدا بالهند في مختلف مراحل التعليم الجامعي والدراسات العليا، وتشرف عليهم الملحقية في نيودلهي عن طريق برنامج إلكتروني ينظم التواصل معهم آليا.