أكدت مصادر أمنية رسمية في أفغانستان أن القتلى التسعة في حادثة تحطم المروحية العسكرية في الجنوب الأفغاني جنود من القوات الأمريكية الخاصة في حين لم تكشف الأخيرة عن هوية الجنود القتلى في الحادثة حتى الآن. وتحطمت المروحية التي لم يكشف عن طرازها بعد في وقت سباق من أمس في مديرية "دايشوبان" النائية في شمال شرقي مدينة قلات مركز ولاية زابول التي تعتبر إحدى معاقل طالبان وسط الغموض على أسباب تحطمها. وقال مسؤول أمني في ولاية زابول – شريطة عدم ذكر اسمه- إن الجنود القتلى في حادثة المروحية جنود من القوات الأمريكية الخاصة. وبينما قال حلف شمال الأطلسي "الناتو" إنه فتح التحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة، قال الناطق باسم طالبان يوسف أحمدي من مكان مجهول "لقد أسقطنا مروحية عسكرية تابعة للقوات الأجنبية في مديرية "دايشوبان" مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 جنود من قوات الاحتلال الغربية. وبذلك يرتفع عدد قتلى جنود حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان إلى 529 منذ يناير من العام الجاري بمقابل 521 جندياً في العام 2009. وأصبح العام الحالي الأعنف منذ الغزو الأجنبي لأفغانستان عام 2001. وجاء حادث تحطم المروحية بعد ساعات من سقوط طائرة استكشافية في ولاية لوجر جنوبكابول وتبنت طالبان إسقاطها أيضا. وفي سياق تكثيف الحرب على طالبان، أقرَّ قائد القوات الأمريكية والأطلسية الأعلى في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس أن خطر طالبان في أفغانستان لا يزال موجوداً رغم انتشار ما لا يقل عن حوالي 150 ألف جندي أجنبي مضيفاً أن المقاتلين تمكنوا من إنشاء مراكز تدريبات ومعسكرات جديدة لا تعلم القوات الدولية والأطلسية مكانها رغم تزويدها بأحدث التقنيات الاستكشافية والعسكرية. وتوقَّع بترايوس إحراز تقدم ملموس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في 5 مجالات في أفغانستان هي القضاء على ملاذات طالبان خارج مدينة قندهار والاستهداف المتواصل من قبل القوات الأمريكية الخاصة لعناصر التمرد الطالباني على مستوى القيادة العليا والمتوسطة وارتفاع عدد مقاتلي طالبان المحبطين الذين جرت إعادة دمجهم في أحد المشاريع الحكومية وتطوير قوات الدفاع المحلية التي أنشئت حديثاً وتحسين قدرات قوات الأمن الأفغانية. وأضاف أنه لا يجب أن نتوقع أن تتحول أفغانستان خلال 5 سنوات أو أقل إلى سويسرا القرن الحالي. من جهة ثانية قالت الأممالمتحدة أمس إنها لم تتلق سوى 22% مِن الملياريّ دولار التي طلبتها مِن المجتمع الدولي لمساعدة 20 مليوناً مِن ضحايا الفيضانات في باكستان. ودعت المنظمة المانحين لزيادة مساعداتها. وقالت الناطقة باسم مكتب الشؤون الإنسانية في جنيف، اليزابيث بيرس، إنه مُنذُ بداية كارثة الفيضانات في آغسطس الماضي فإن الأممالمتحدة استلمت 434 مليون دولار إلى جانب 53 مليون دولار مازالت حتى الآن في نطاق الوعود بالمنح. وأضافت "الأموال المُتبرع بها والوعود بالتبرع لا تتلائم مع حجم كارثة غير مسبوقة في التاريخ". وأشارت إلى أن مِن بين أل 20 مليون ضحية هناك 6 ملايين طفل، مِن بينهم 2,8 مليون طفل دون الخمس سنوات. مِن جانبه قال برنامج الغذاء العالمي في جنيف اليوم إنه تلقى 103 ملايين دولار مِن مجموع 600 مليون كان قد طلبها، وقال صندوق الأممالمتحدة للأمومة والطفولة (يونسيف) إنه تلقى 91 مليون مِن 252 مليون طلبها.