عاصفة الصحراء.. درع الجزيرة.. سيف عبدالله.. كل تلك أمجاد سبقت افتخرنا بها كثيرا وآن لنا الآن أن نفتخر بعاصفة سلمان "عاصفة الحزم" ذات الصولات والجولات، ذات الدوي والطائرات، ذات المجد والعروبة وشرف الوقفات. هذه العاصفة التي سبقها هدوء المحاولات والتهدئات بكافة أنواعها والتي جاءت استجابة لنداء الرئيس اليمني باستعادة الشرعية للسلطة اليمنية ولما آلت إليه الأوضاع الأمنية حينها أعطى سلمان الحكمة الإشارة لتستعر على الظلمة والأعداء والكائدين نار الحرب. نار حاولت قيادتنا كثيرا تجنبها وعدم استخدامها وجعلتها آخر الحلول لأن آخر حلول العلاج "الكي". وبدون شك فإن ذلك التمرد الحوثي والحركة الصفوية الشيعية كان وراءهما من يدعمهما في شرقي الأرض دعما ماديا وعسكريا ولوجستيا لأغراض وأهداف مدسوسة في قلوبهم، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وقلب الطاولة عليهم وكشف أوراقهم بل انقلب السحر على الساحر. لم تأت "عاصفة الحزم" من فراغ فلقد سبقها دراسة وتخطيط وتريث، ولا يعني أن القضية اليمنية غابت عن أذهاننا ولو للحظة من أول رصاصة انطلقت في سماء اليمن، فقد حاولت قيادتنا سد الرأب وتضميد الجراح وتلطيف الأجواء واستصدار المبادرة الخليجية التي كانت نتاجا لاجتماعات وتحضيرات مسبقة وقرارات خليجية حكيمة تتمتع بمستوى عال من الحكمة والرأي السديد، ولكن مع ذلك كله بقيت القلوب الطامعة الإيرانية تطمح لاحتلال اليمن، من هنا استعرت النار السعودية وكشرت قواتنا السعودية عن أنيابها وأذاقت الحاقدين والكائدين قليلا من كثير، وليس ذلك كله إلا البداية وكما قال ملكنا في اجتماع القمة العربية إننا مستمرون في "عاصفة الحزم" حتى ينعم اليمن بأمنه واستقراره. أما دورنا كمواطنين فهو الوقوف صفا واحدا وشعبا واحدا مؤازرين ومساعدين خلف قيادتنا، وعدم الانقياد وراء الإشاعات الكاذبة المدسوسة، التي يتم تداولها في وسائل الإعلام والاتصال من أخبار مغلوطة لا تمت للحقيقة بأي صورة.