نوه أئمة وخطباء الحرمين الشريفين بالموقف الشجاع والحكيم والمبادرة السريعة الموفقة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنصرة الأشقاء اليمنيين الذين تعرضت بلادهم للدمار والتخريب من الميليشيات الحوثية المدعومة من جهات أجنبية، مؤكدين أن هذه المبادرة ستحسم مادة الشر والفساد قبل أن تستفحل، وتقطع يد البغي والعدوان قبل أن تعبث وتخرب، وتطهر المنطقة من خلايا الفساد والإجرام قبل أن تُهلك الحرث والنسل. وقالوا في بيان أصدره أمس نيابة عنهم إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إن هذه المواقف الكبيرة والشجاعة لتستمد ضخامتها من مكانة المملكة العربية السعودية التي هي مأرز الإيمان وحصن الإسلام ودرع التوحيد وموئل القاصدين وملاذ المستضعفين. وأكد أن هذه المبادرة الإيمانية ليست بمستغربة على قيادتنا الحكيمة التي ما فتئت تسعى في نصرة قضايا المسلمين والاهتمام بشؤونهم وتقديم أشكال الدعم والمؤازرة لهم، كما أنها لم تألُ جهدا ولم تدخر وسعا في تأمين سبل الراحة والاطمئنان في تأدية مناسكهم وعباداتهم عبر مشاريع خدمية متميزة راقية، وأن هذه المواقف الثابتة للمملكة داخليا وخارجيا لتدل على أنها رائدة العالم الإسلامي ومركز القيادة فيه، ولا عجب فهي البلاد المباركة التي تحتضن أقدس مسجدين وأطهر بقعتين في العالم. إلى ذلك، أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة خياط أن من عظم التآخي في الإسلام والإيمان وشرف منزلتها ورفعة قدرها يستوجب كمال العناية بأمرها وتمام الرعاية لحقوقها ومن أعظم ذلك هو إغاثة الإخوة في الدين ونصرتهم ورفع الظلم وصد العدوان عن ديارهم، لا سيما من كان منهم جارا. وشدد خياط في خطبته أمس في المسجد الحرام، على أن للجار حقوق الجوار التي أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن تأكدها وعن لزومها وتعين القيام بها استنادا لقوله عليه الصلاة والسلام "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، منوها إلى أنه وبالنظر إلى حقي الأخوة والجوار وبالنظر إلى طبيعة الرسالة السامية التي تحملها بلاد الحرمين الشريفين للعالمين فقد وفق الله ولي هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين إلى اتخاذ هذا الموقف الإسلامي الحازم الشديد الرشيد بالاستجابة لنداء الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية لإغاثة الشعب اليمني المسلم وحماية الديار اليمنية من بغي وعدوان البغاة. ووصف خياط التدخل العسكري بالموفق لأنه يستند إلى قواعد الشرع ويحتكم إلى مبادئ الدين الحنيف ويسعى إلى الحفاظ على المصالح العليا للأمة من جهة وإلي الحفاظ على الأمن والسلم الدولي من زاوية أخرى، لذا فليس بالغريب أن يحظى هذا الموقف بمناصرة ومؤازرة ومعاضدة أهل الإسلام قاطبة في كل ديار وإلى تأييد ومساندة ودعم العقلاء والحكماء كافة في أرجاء الغرب كافة. إلى ذلك، أيد أئمة وخطباء الجمعة في مختلف جوامع مناطق ومحافظات المملكة عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية بمشاركة دول عربية وإسلامية، لنجدة الشعب اليمني وقيادته الشرعية، بعد رفض ميليشيات الحوثي لغة الحوار وعدم استجابتها لنداء جمع الأخوة على طاولة الحوار في الرياض. ووصفوا في خطبهم قرار بدء هذه العملية بأنه قرار حكيما جاء في وقته لحماية شعب اليمن من خطر الميليشيات الحوثية ومن يعاونها في الفساد بأرض اليمن، وقتل أهله، وتدمير مكتسباته، ورد الفتنة والشر عن بلاد المسلمين، وحفظاً للحقوق ونصرة للمستضعفين، مستشهدين في هذا الشأن بالبيان الصادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الذي أكد أن "عاصفة الحزم" تؤيده المصالح العليا للمملكة والدول العربية والإسلامية. واستعرض الخطباء ما صنعته ميليشات الحوثي في السنوات الماضية في اليمن من أعمال إرهابية تمثلت في سفك الدماء البريئة، وإتلاف الأموال وتدمير المساجد، وحلق تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الأئمة والخطباء والدعاة وأهل الرأي، فضلاً عن تصريحاتهم المتكررة بتهديد أمن الخليج، ومقدسات المسلمين.