رغم أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" تسعى إلى تلمس مقترحات ووجهات نظر المواطنين من خلال عرضها لاستفتاءات دورية في موقعها الإلكتروني، إلا أن تلك الاستطلاعات لا تحظى بالمشاركات المأمولة، إذ شارك في آخر الاستفتاءات قرابة 430 مواطنا فقط. وبحسب استطلاع الرأي، الذي أجرته الهيئة على موقعها الإلكتروني لاستقصاء مدى رضا المواطنين عن الإجراءات الآلية التي تتبعها الهيئة في استقبال البلاغات، لم يشارك فيه حتى صباح أول من أمس سوى 427 شخصا فقط، إذ قال 44.5٪ منهم إنهم غير راضين عن إجراءات الهيئة المتبعة في استقبال البلاغات، ويرون أنها ليست سهلة وميسرة، بينما يرى 36.8٪ أن الإجراءات سهلة وميسرة. وصوت 18.7% من إجمالي المشاركين في الاستطلاع ب"لا أعلم". كما طالت الهيئة انتقادات كبيرة حول نهجها في التعامل مع وسائل الإعلام، حيث يرى البعض أن العلاقة مع الإعلام يشوبها شيء من الفتور بسبب الآلية التي تتبعها مع وسائل الإعلام التي تتصف بالبيروقراطية، والمركزية، حيث لم تعين الهيئة متحدثا باسمها، وهناك صعوبة كبيرة في الوصول إلى مسؤوليها عند الحاجة إلى أخذ وجهة نظر الهيئة حول قضية طارئة أو قضية رأي عام مثارة. وكان ل"الوطن" تجربة مع بيروقراطية تعامل "نزاهة" مع وسائل الإعلام، وذلك بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي ألقاها أخيرا، وأعلن فيها إصداره توجيهات بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهماتها ومسؤولياتها، ما يسهم في القضاء على الفساد، ويحفظ المال العام، ويضمن محاسبة المقصرين. وحرصا من الصحيفة على التواصل مع مسؤولي الهيئة كونهم إحدى الجهات المنوط بها مكافحة الفساد والحفاظ على المال العام، لأخذ تعليقهم حول الخطوات التي ستعمل عليها الهيئة في سبيل تنفيذ توجيهات خادم الحرمين، أجرت اتصالين مع اثنين من مسؤولي العلاقات العامة والإعلام بالهيئة، كما تم إرسال بريد إلكتروني للهيئة من مراسل الصحيفة حول الموضوع، ولم تستجب "نزاهة" لكل تلك المحاولات، ولم يصل ردها حتى أمس.