لم يشأ أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أن ينطلق العام الدراسي، من دون أن يطمئن على سير الدراسة في المنطقة، فضلا عن رغبته في مشاركة الطلاب تلك المناسبة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد حرص على حضور ودعم برامج تكريم المتفوقين، وتشجيع المبدعين، ومؤازرة البرامج الحوارية الطلابية ومشروع الانتخابات الطلابية. انطلاق الدراسة في أول يوم دراسي آثر أمير منطقة عسير مشاركة طلاب المدارس النموذجية انطلاق العام الجديد، حيث تجول برفقة المدير العام للتعليم جلوي آل كركمان في مرافق المدرسة التي حوت قاعة الموهوبين، واطلع سموه على اختراعات الطلاب العلمية ورؤية الوزارة في رعاية الموهوبين عبر أهدافها التي تتركز في تعزيز الانتماء الديني والوطني لدى الطلاب الموهوبين وتوجيه قدراتهم وتحقيق سياسة التعليم بالمملكة فيما يتعلق برعاية الموهوبين وإيجاد بيئة تربوية تتيح للموهوبين إبراز قدراتهم وتنمية إمكاناتهم ومواهبهم وتهيئة الرعاية التربوية المنظمة لمواهب الطلاب عبر برامج رعاية الموهوبين داخل المدارس وخارجها. عقب ذلك وقف على تجهيزات نادي الحي النموذجي والمسرح المدرسي والقاعات الدراسية. ثم استمع سموه بجوار أبنائه الطلاب في قاعة الحوارات الطلابية إلى شرح مفصل قدمه أحد معلمي المدرسة عن الأنظمة الحديثة المتبعة لدى وزارة التربية والتعليم في المستويات التعليمية، بعد ذلك ألقى عدد من طلاب المدرسة كلمات ترحيبية بسموه اشتملت على حب الوطن وواجب الإخلاص والوفاء له. مجالس طلابية اطلع الأمير فيصل بن خالد ومن خلال المدير العام للتعليم العام جلوي آل كركمان على تجربة الإدارة العامة للتعليم في الانتخابات والمجالس الطلابية، ووجه بدعمها ومتابعتها ورفع تقارير دورية عنها، وتذليل ما قد يعترض مسيرتها من مشكلات. واستطاعت الإدارة العامة للتعليم من خلال خطط استراتيجية عملت عليها، أن تجعل الطالب في مدارس المنطقة شريكا حقيقيا في إدارة العملية التعليمية في مدارسها، يشارك في صنع القرار، ويقدم رؤيته التي تقابل بترحاب بالغ من الهيئات الإدارية في هذه المدارس، ويخرج من كونه مجرد طالب يتلقى المعلومة والمعرفة في قاعة الدرس إلى شريك حقيقي في إدارة شؤون المدرسة ومشاركا فاعلا في صناعة القرار في أروقتها، وذلك عبر مشروع ضخم عملت عليه الإدارة في عسير يعنى بالمجالس الطلابية المنتخبة، والذي شمل مدارس المنطقة بأسرها لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع، وتتركز فكرة مشروع المجالس الانتخابية الطلابية في مدارس عسير على إنشاء مجلس طلابي منتخب في كل مدرسة، يتكون من رئيس منتخب وأعضاء منتخبين من قبل الطلاب أنفسهم، ويعنى هذا المجلس بالمشاركة في صنع القرار داخل المدرسة، والاهتمام بشؤون الطلبة المختلفة. وكانت الإدارة شرعت في مشروع المجالس الطلابية المنتخبة في العاشر من محرم للعام الماضي، بلقاء مدير عام التعليم بالمنطقة، برواد النشاط المشرفين على المجالس الطلابية في عسير بمعهد التربية الفكرية، والإعلان عن بدء الترشيح للمجالس الطلابية وشرح الآلية للطلاب، فيما كان يوم الأحد السادس عشر من ذات الشهر موعداً لبدء الحملات الانتخابية وإعلان البرنامج الانتخابي لكل مرشح، وشهد يوم الرابع والعشرين من الشهر ذاته بداية التصويت والاقتراع على مدى يومين، تلاها فرز الأصوات وإعلان أسماء المرشحين واعتمادها من قبل مدير المدرسة والمشرف الزائر، وكان الثالث من شهر صفر هو يوم انطلاقة المجالس الطلابية وبدء أول جلسة في المدارس. المعزز الأول من جهته أكد مدير عام التعليم بعسير جلوي محمد آل كركمان أن نجاح تجربة المجالس الانتخابية في المدارس يقف وراءه أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد ووزير التعليم الدكتور عزام الدخيل. وأكد أن لقاء سموه بالمجلس الطلابي المنتخب في عسير في حينه، كان له أبلغ على الأثر في نفوس الطلاب، الذين استمعوا إلى كلمة توجيهية من سموه، حثهم من خلالها على ضرورة استشعار كون كل فرد منهم هو لبنة ثمينة في بناء الوطن ومقدراته. وأشار إلى أن الإدارة ماضية في نشر ثقافة الانتخابات والحوار لدى طلاب وطالبات المدارس، وتعمل على إشراكهم في عملية صنع القرار، وبما يسهم في تنمية مهارات الحوار لدى الطلاب والطالبات، وإشراكهم في عملية صنع القرار، وتقبل الآراء الأخرى، ونشر ثقافة الحوار، وبما ينعكس إيجابا على سلوكياتهم، مؤكدا أن مدارس المنطقة شهدت إنشاء مجالس طلابية بانتخاب من عموم الطلاب، فيما تعتزم الإدارة إحداث مركز دائم للحوار الطلابي. وأكد آل كركمان أن تجربة المجالس الانتخابية المدرسية جعلت من الطالب شريكاً حقيقياً في هذا الجانب وأنه بات جزءاً هاماً من منظومة العمل داخل المدرسة، مشيراً إلى أن هذه الأفكار البناءة تلقى عناية كبرى في العديد من دول العالم، مؤملاً أن تحذو مدارس المنطقة حذو تلك المدارس في هذا الجانب، عبر المشاركة في اتخاذ القرار داخل المدرسة، مهيبا بدور هذه المجالس في تعزيز قيم الانتماء للوطن، والالتفاف حول القيادة. وأشار إلى أن المجلس الطلابي سيكون عوناً لإدارة المدرسة في ظل التوجه الجديد لصنع الشراكة الطلابية في اتخاذ القرار والأخذ بالرأي من خلال ما توليه إدارة المدرسة، والمرشد الطلابي لإنجاح هذا التوجه من خلال احترام رأي وأفكار الطالب، متمنيا أن تنعكس تلك الجهود على أدبيات الطلاب من خلال سلوكهم العام. البرامج والإنجازات حرص الأمير فيصل بن خالد على دعم المبادرات والإنجازات النوعية التي حققتها الإدارة العامة، فخلال الفترة السابقة استقبل سموه قيادات الإدارة بمناسبة تحقيق تعليم عسير للمركز الأول على مستوى المملكة في مشروع الاختبارات الدولية، وكرم الطلاب المشاركين في المشروع، كما يتابع سموه مشروع بينالي عسير الدولي الذي تستضيفه المنطقة بشكل دوري كل عامين، وتابع مراحل انتقاله من المستوى الخليجي في نسخته الأولى حتى وصل إلى المستوى العالمي في نسخته الثالثة والمزمع إطلاقها خلال شهر رجب المقبل. تدشين النقل الدرسي قبيل بدء العام الدراسي دشن أمير منطقة عسير مشروع أسطول النقل المدرسي في المنطقة، وبعد أن قص سموه الشريط إيذانا بتدشين المشروع اطلع على عدد من حافلات نقل الطلاب واستمع إلى شرحٍ مفصل عن المشروع من المدير العام للتعليم بمنطقة عسير جلوي آل كركمان، حيث بين أن مشروع النقل التعليمي بالمنطقة يأتي ضمن جهود وزارة التعليم وحرصها على توفير النقل الآمن لطلابها وطالباتها عبر أسطولٍ حديث من وسائل النقل المزودة بمتطلبات الأمن والسلامة، ويعمل المشروع على خدمة ما يقارب 70 ألف طالب وطالبة بالمنطقة بمن فيهم طلاب وطالبات التربية الخاصة، ويحوي أكثر من 2000 وسيلة نقل مختلفة الأحجام بما يتناسب مع تضاريس المنطقة المتنوعة. دعم الابتكارات كان للطلاب المبتكرين اهتمام خاص من قبل أمير عسير، إذ شرف خلال الفصل الدراسي الأول بمقر الإدارة العامة للتعليم فعاليات الأولمبياد الوطني للروبوت على مستوى المملكة، وفور صول سموه اطلع على مشاركات فرق الإدارات التعليمية في المعرض المعد للأولمبياد من خلال المدير العام للتعليم جلوي آل كركمان، واستمع إلى شرح عن طبيعة مشاركة كل منطقة من لدن الطلاب، وطبيعة الأعمال المقدمة، وتشمل مسابقة الفيرست "ليغو FLL"، التي تعتمد على حل إحدى المشكلات العلمية العالمية "FLL2012– حلول المسنين" والذي احتوى على مشاركة 27 جهة تعليمية من مختلف مناطق المملكة حيث يهدف إلى نشر ثقافة الروبوت بين المعلمين والطلبة وتعريف الطلبة بفروع تكنولوجية وعلمية متقدمة وربط المعلومات النظرية التي يتحصل عليها الطلبة داخل المدرسة بتطبيق عملي علمي في التعليم والتركيز على القيم الأساسية في المجتمع وتعميقها في نفوس المشاركين، وتدريب الطلبة على مهارات التخطيط لمشروع علمي وتحديد آليات العمل وكيفية التنفيذ الأمثل، وإطلاق الخيال العلمي الإبداعي للإسهام في حل المشكلات. يذكر أن عدد الفرق المشاركة في الأولمبياد "مجال الفيرست ليغو" 31 فريقاً للطلاب تضم 186 طالباً، و18 فريقاً للطالبات تضم 116 طالبة، في حين يشارك 25 فريقاً من الطلاب يضم 103 طلاب في مجال الفكس، و11 فريقاً للطالبات تضم 86 طالبة. تطوير المدارس اطلع أمير منطقة عسير وخلال الجلسة الشهرية التي يعقدها لمديري الإدارات الحكومية على تجربة المنطقة في مجال تطوير المدارس وتحويلها إلى مدارس نموذجية، ومشروع "بناء" الذي يعنى بالتخلص من المباني المستأجرة خلال فترة مرحلية، حيث تمكنت الإدارة العامة للتعليم وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية من خفض نسبة المباني المستأجرة من 45% إلى 13%، واتخذت عدداً من الإجراءات أسهمت بشكل فاعل في خفض نسبة المباني المستأجرة، من أبرزها تدشين برنامج "بناء"، ويضم كوادر من إدارة شؤون المباني والشؤون الإدارية والمالية والتخطيط المدرسي والأقسام ذات العلاقة، ويعنى بتسريع حوكمة المباني والمقار التعليمية من خلال إيجاد الأراضي المناسبة، ومن ثم طرح المشروعات بطريقة تضمن الإنجاز وسرعة الأداء والتقليل من الإجراءات الروتينية.