قتل ما لا يقل عن 15 شخصا مساء أول من أمس عندما أدى هجوم للمتمردين استهدف مبنى البرلمان إلى تبادل القصف المدفعي العنيف. ولقي ثلاثة جنود حكوميين حتفهم عندما قصفت جماعة الشباب المبنى خلال اجتماع للنواب. وردت قوات الحكومة وحفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بإطلاق نار أسفر عن مقتل 12 مدنيا، كثير منهم في سوق بكارا معقل المتمردين. وقال رئيس إدارة الإسعاف في مقديشو علي موسى "شاهدنا 12 مدنيا يلقون حتفهم في القصف. قمنا بانتشال 47 جريحا من المدنيين من سوق باكارا". ولقي عدة مئات من المدنيين حتفهم في القتال جراء القذائف الطائشة والتفجيرات الانتحارية. وتواكبت حملة المتمردين مع تقارير إخبارية مفادها أن أوغندا بصدد إرسال قوات إضافية لتعزيز القوة التابعة للاتحاد الإفريقي ليصل قوامها إلى ثمانية آلاف جندي. وأبلغ مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى الصومال أوجوستين ماهيجا مجلس الأمن الدولي أن هناك حاجة لزيادة قوة حفظ السلام المعروفة باسم"أميسوم" إلى 20 ألفا في الأشهر المقبلة لاحتواء التمرد المتصاعد. وأضاف ماهيجا "مستوى التهديد في مقديشو وفي وسط وجنوب البلاد زاد بالفعل وهناك حاجة لزيادة المساعدات من المجتمع الدولي لمواجهة هذا التهديد". وأشار المبعوث إلى أنه يجري وضع خطط لمطالبة مجلس الأمن بتفويض عدد آخر من القوات للعمل في الصومال. وفي سياق متصل قال رئيس جهاز المخابرات البريطاني "إم.آي "5" إن المؤامرات التي يشتبه أن القاعدة تحيكها ضد أهداف بريطانية تنبع بشكل متزايد من الصومال واليمن وأن ذلك يرجع جزئيا إلى الحملة المناهضة للإرهاب التي يتعرض لها قادة التنظيم في باكستان. وقال المدير العام للجهاز جوناثان إيفانز في خطاب إن الصومال يشبه الآن أفغانستان في التسعينات "كمهد للإرهاب" وإن المتشددين هناك ربما يلهمون يوما أفرادا على شاكلتهم لينفذوا هجمات في بريطانيا. وأضاف "أنا قلق من أنها مجرد مسألة وقت قبل أن نرى الإرهاب في شوارعنا وهو مستلهم من الذين يحاربون اليوم إلى جانب الشباب"، مشيرا إلى الحركة الإسلامية المتشددة المرتبطة بالقاعدة التي تحارب في الصومال. وتابع "قدرات محاربة الإرهاب تحسنت في السنوات القليلة الماضية لكن لا يزال هناك خطر حقيقي من وقوع هجوم فتاك. ولا أرى مبررا للاعتقاد بأن الموقف سيتحسن في المستقبل الآني". وكرر ايفا نز ما قاله مسؤولون بريطانيون آخرون من أن الدورة الأولمبية لعام 2012 ستواكبها حملة أمنية كبيرة وقال إنه على بريطانيا ألا تهون من مسألة استضافة الدورة بشكل آمن "في مناخ يخيم عليه خطر إرهابي عال". وذكر إيفانز أن حجم المؤامرات المشتبه بها ضد بريطانيا التي تحاك في شمال غرب باكستان ترجع إلى نحو 50 % من 75 % قبل عامين أو ثلاثة وأن ذلك يشير إلى تنوع الخطر لا انخفاضه. وصرح ايفانز بأن اليمن مبعث قلق أيضا لأن أنور العولقي المطلوب لدى أمريكا يختبئ هناك ويدعو لشن هجمات على الغرب. وقال "هناك خطر حقيقي في أن يستجيب أحد أتباعه لدعوته للعنف ويشن هجوما في المملكة المتحدة وربما يفعل ذلك وحده وبتدريب رسمي قليل". وفي الصومال على الضفة الأخرى من خليج عدن تحارب حركة الشباب حكومة مؤقتة ضعيفة منذ ثلاث سنوات وتسيطر الحركة الآن على مناطق كبيرة من وسط وجنوب البلاد.