عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس في نيويورك جلسة تأبين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، إذ وقف أعضاء الجمعية، في بداية الاجتماع دقيقة صمت حزنا على الفقيد. وأقامت الأممالمتحدة أمس جلسة تأبين بحضور عدد كبير من الديبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة له "إن الملك عبدالله قاد تطوير المملكة، وأفنى حياته من أجل مواجهة تحديات السلام والأمن ومكافحة الإرهاب، وكرس جل طاقته لتحقيق المصالحة والتفاهم بين الناس من مختلف الثقافات". ووصف الأمين العام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه كان "بطلا في مواجهة الجوع في العالم"، مشيرا إلى أنه "في عام 2008، وأثناء أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، قدّم الملك عبدالله 500 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي، وكان ذلك أكبر تبرع من شخص واحد للصندوق في تاريخه. وأضاف بان كي مون في كلمته أمام المشاركين في التأبين: "وفي الآونة الأخيرة، بذل الملك عبدالله جهودا سخية لمساعدة الملايين من الناس في سورية والعراق، ومضى يقول: "كما أطلق أيضا مبادرات هامة لتعزيز الحوار بين الأديان في العالم". وتحدث أمين عام الأممالمتحدة عن لقاءاته بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلا: إن آخر مناسبة ألتقيته فيها كانت في جدة في شهر يوليو من العام الماضي، حيث دار النقاش بشكل أساس على حل الصراع في الشرق الأوسط، وإحياء مبادرة السلام العربية". وأردف قائلا: "لقد أعرب لي الملك عبدالله عن اعتقاده الراسخ في الأخوة والتآخي بين البشر، وشدد على أن التوترات بين الثقافات والأديان ليست من الدين، وإنما منبعها من رجال السياسة الذين يستغلون الانقسام". وأصدرت الجمعية العامة بالأممالمتحدة بيانا عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، قالت فيه "إن من دواعي الحزن والأسى أن نتقدم بالتعازي في الملك عبدالله، ونود أن نشيد بمساهمته في تنمية المملكة والمنطقة العربية والعالم". وأضاف البيان أن "قيادة الملك عبدالله ورؤياه أدتا في وطنه إلى كثير من التقدم في مجالات عدة، وجهوده ساعدت أمته، وتحت قيادته السامية أصبحت المملكة مساهما مهما في القضايا الإنسانية لتحسين معيشة كثير من الشعوب في العالم، وكانت جهوده لتشجيع التناغم والتسامح، حيث قدم خطوات كبيرة لدفع المبادرة العربية لإيجاد السلام الدائم بالمنطقة". وأعرب البيان عن بالغ الحزن والتعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمراء أبناء وبنات الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، وللمملكة شعبا وحكومة. وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة سام كوتيسا أصدر نيابة عن جميع الدول الأعضاء بالأممالمتحدة بيانا عبر فيه عن أحر تعازيه في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله -. وقال كوتيسا في البيان إنها "خسارة كبرى للمملكة"، وأضاف "سيُذكر الملك عبدالله بأنه رجل سلام متميز ترك أثرا لا ينسى على شؤون بلده والعالم". كما أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إيرثيرين كازين عن تعازيها لحكومة وشعب المملكة في وفاة الملك عبدالله، وقالت إنه "كان زعيما إنسانيا حقيقيا يقف دائما بجانب الجياع والفقراء في العالم"، وإن البرنامج "كان يعتمد على سخاء الملك عبدالله في أصعب اللحظات أثناء النضال من أجل إنقاذ الأرواح وإطعام الفارين من الصراعات والكوارث الطبيعية".