تعرض قناة "ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي" أول صور حصرية لثوران بركان آيسلندا وذلك في الثامنة من مساء اليوم. وهذه الصور تعرض ضمن فيلم وثائقي بعنوان "ثوران بركان آيسلندا" للمخرج جوهان سيجفوسون. وقال سيجفوسون ل"الوطن" إن إقامته في آيسلندا كان لها أثر كبير في تقدمه على باقي فرق تصوير الأفلام الوثائقية في العالم, واستطاع أن يوثق هو وفريق العمل الأحداث المثيرة التي تظهر مشهد البركان قبل وأثناء وبعد ثورانه في 20 أبريل الماضي، وكذلك الثوران الثاني وهو الأكبر الذي سبقه في 14 أبريل. وأضاف أن متوسط عدد فريق العمل الذي عمل معه يتكون من أربعة أشخاص. وكان عددهم يصل أحياناً إلى عشرة. وعن المخاطر التي تعرض لها الفريق أثناء التصوير وأكثر اللحظات إثارة, قال سيجفوسون "كان الخطر الأكبر الذي واجهته يتمثل في الهبوط قرب البركان، أي قرب الفوهة التي تقذف الرماد و الحمم البركانية". وحكي سيجفوسون مغامرته مع البركان قائلا "إن أكثر اللحظات إثارة كانت عندما كنا نعبر "بركان كالتا" مقتربين نحو أماكن الاندفاع المذهل للحمم البركانية، وقد رأينا أثناء ذلك القوة الهائلة للطبيعة.. لقد اقتربنا كثيراً وعلى مسافة أمتار من تيار الحمم البركانية وشعرنا بالحرارة الصادرة عنه". وأضاف " كانت سحابة الرماد البركاني هائلة، وكانت مثل جدار رمادي قاتم مقزز، وكان عليّ الوصول إليها وتجربتها على أمل الحصول على بعض الصور الجيدة، ومن ثم تقدمنا للنفاذ إلى هذا الركام في ظل انعدام الرؤية. لقد شعرنا بطعم الرماد في أفواهنا وكانت هذه التجربة هي الأكثر إثارة وروعة خلال عملي الذي يمتد ل22عاماً في صناعة الأفلام في كافة أنحاء العالم". وعن أهم المشاهدات التي عاينها فريق التصوير أثناء الاقتراب من البركان, قال "لا يمكن وصف قوة البركان.. لقد شعرنا كم نحن صغار عند مقارنتنا بقوته.. يجب علينا كبشر أن ندرك كم نحن صغار مقارنة بهذه القوة. كما يجب علينا أن نتذكر أننا جزء من الطبيعة وأن علينا حمايتها". وبدأ تصوير الفيلم قبل أسبوعين من ثوران البركان وذلك في 7 مارس 2010. وتبلغ مدة الوثائقي 50 دقيقة وهو بعنوان "ثوران بركان آيسلندا". ويقوم فريق العمل حالياً على إعداد وثائقي رديف وسيتم عرضه في الخريف القادم. أما عن التأثيرات التي أصابت السكان المحيطين بالبركان, ومشاهد الدمار, فأكد سيجفوسون أن التأثير كان مدمرا بشكل كبير على حياة المزارعين عند سفح البركان" وللأسف توفي شخصان عندما تاها في غياهب منطقة البركان، كما حل الدمار بالمنازل والمباني المحيطة بالجانب الغربي من البركان بفعل الرماد البركاني". وأضاف "أذكر هنا أن فوهة البركان تقع على عمق 200 متر داخل الجليد ولذا أحدثت فيضانات هائلة بسبب ذوبان الجليد من حولها، وأخذت هذه الفيضانات معها الطرقات والجسور الواقعة في تلك المنطقة". يذكر أن الثوران الهائل لبركان آيسلندا في منتصف أبريل الماضي أحدث اضطراباً هائلاً في حركة النقل الجوي في أوروبا حيث أقفل المجال الجوي الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى احتجاز مئات آلاف المسافرين في كافة أنحاء العالم، كما أدى إلى حالة إجلاء مكثفة للسكان، إضافة إلى فيضانات ضخمة وسحابة من الرماد البركاني بارتفاع 9000 متر.