تأتي مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلفاً لفقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، استمرارا للنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة المباركة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -. ولهذا كان مشهد انتقال الحكم إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - مشهدا مبهرا للعالم أجمع باتحاد كلمة أبناء هذا الوطن المعطاء والثقة والمحبة التي يولونها لقيادتهم. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحكمته وحنكته والخبرات الواسعة والإنجازات التي حققها خلال مسيرته الطويلة في خدمة الوطن والمواطنين أسهمت وستسهم في إكمال مسيرة النماء والبناء في المملكة بما ينعكس خيرا وعزة وشموخا على أبناء الوطن. وستشهد المملكة العربية السعودية بإذن الله استمرار مسيرة التطوير والتحديث والعطاء بما يعزز مكانتها ودورها على المستوى العالمي في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. كما أن مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد تؤكد القيم المثلى التي تسير عليها المملكة، وتضمن للوطن المعطاء مزيدا من التقدم والازدهار، نظرا لما يتمتع به ولي العهد - يحفظه الله - من خبرة ومعرفة تعينه في المرحلة المقبلة. تماثلها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمبايعة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا لولي العهد، وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى عمله وزيرا للداخلية، إذ فيها خير وصلاح لهذا الوطن الغالي، نظرا للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها والتي أسهمت في الذود عن حمى المملكة ودحر الإرهاب وشروره وتجفيف منابعه. اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، وسدد خطاهم لما فيه خير الوطن والمواطنين والإسلام والمسلمين في شتى بقاع الدنيا. وأجزي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على ما قدمه للوطن والمواطنين والإسلام والمسلمين في كل مكان، وتغمده بواسع رحمتك، وأسكنه فسيح جناتك، فبرحيله فقدت الأمة قائدا عظيما، نذر نفسه لخدمة الدين وأبناء هذا الوطن المعطاء، فسكن حبه شغاف القلوب بإنسانيته وحرصه على تلمس حاجات شعبه وتحقيق طموحاته. وسيذكر الناس جميعا الجهود المخلصة التي بذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، التي أثمرت مشاريع عملاقة في المجالات كافة لخدمة المواطنين في كل مكان على ثرى هذه البلاد المباركة، إضافة إلى متابعته الدائمة لكل كبيرة وصغيرة تتعلق بشؤون المواطن وراحته وأمنه، مما انعكس رخاء ورفعة على أبناء المملكة الحبيبة.