كانت آخر ليلة يرافق فيها الفقيد، فمن يعرفه عن قرب يعلم مدى حرصه واهتمامه وحركة عينيه اللتين لا تكادان تستكينان إلا بمشاهدة الراحل، يرمقه بنظرة اطمئنان ومن ثم يعود لمسح المكان بعينيه الأمنيتين.. قليل الكلام حاد التعابير دقيق النظرة. هذا ما دأب عليه العقيد عبدالعزيز الفغم منذ تولي المليك الراحل سدة الحكم، من خلال توليه لمهمات الحارس الشخصي، فقد أنهى آخر أعماله مع الفقيد مساء الأمس عند إيداعه مثواه الأخير، شوهد في المستشفى يستقل سيارة الإسعاف إلى المسجد، ثم بالسيارة ذاتها إلى المقبرة جنباً إلى جنب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله-، ومن المستشفى مروراً بالمسجد وحتى المقبرة كان الفغم يؤدي مهماته الاعتيادية بلا هوادة، حالة الذهول فقط هي التي طرأت عليه وزادت حدتها في مقبرة العود عند فراق الملك الراحل، فهي آخر ليلة يؤدي أعماله فيها مع الراحل كحارس شخصي. يشار إلى أن عبدالعزيز الفغم يحمل رتبة عقيد في الحرس الملكي، وهو ابن لأحد أهم مرافقي الملك الراحل، وقد أطلق المغردون في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وسماً شهد تفاعلاً بالعرفان والامتنان بعنوان "شكراً عبدالعزيز الفغم".