في وقت تمكن فيه الجيش التونسي من قتل مسلح وإيقاف ثلاثة آخرين حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها "مواد انتخابية"، توجّه التونسيون أمس، إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في دورة انتخابية ثانية يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي "69 عاما"، والباجي قائد السبسي "88 عاما" مؤسّس ورئيس حزب "نداء تونس" الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة. ودعي إلى انتخابات الأمس، نحو 5.3 ملايين ناخب من المسجلة أسماؤهم على اللوائح الرسمية للاقتراع وفق "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات". وفتحت مراكز الاقتراع الساعة الثامنة صباحا، فيما أغلقت في السادسة مساء، وجرت عمليات التصويت في نحو 11 ألف مكتب اقتراع موزعة على 27 دائرة انتخابية داخل تونس، وبالنسبة إلى التونسيين المقيمين في الخارج بدأت عمليات التصويت منذ الجمعة الماضي وتواصلت حتى أمس. وكان قائد السبسي والمرزوقي تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39,46% و33,43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي. وتميزت الحملة الانتخابية للدورة الثانية بحدة في خطاب المرشحين وبتبادلهما الاتهامات ما أجج التوتر وأشعل المنافسة الانتخابية. وعلى صعيد عملية الاقتراع، فقد بدأت بإقبال بلغ نسبة 14.04% في الساعات الأولى من الصباح، فيما شهدت الساعات التالية إقبالا متزايدا من الناخبين بلغ (37%) وفق الهيئة الانتخابية. وعبر ناخبون عن آمالهم في أن تنهي هذه الانتخابات مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ ثورة "الياسمين"، والإطاحة في 14 يناير2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وقال أحد الناخبين بعد خروجه من مكتب الاقتراع "نحتاج رئيسا ممن يهتم بشعبه وليس بالكرسي والمنصب فقط، فيما أشارت امرأة إلى أنها صوتت لمستقبل أكثر ليبرالية، وانفتاحا لوضع النهاية لتلك السنوات الثلاث الماضية." إلى ذلك، وفيما صرحت الهيئة العليا للانتخابات في وقت سابق أنه أمامها حتى بعد غد لإعلان النتيجة النهائية للانتخابات، قال فريق حملة السبسي إن المؤشرات الأولية تظهر فوزه بجولة الإعادة، بينما أشارت حملة المرزوقي إلى أن الفارق "ضيق جدا" ولا يتعدى "بضعة آلاف من الأصوات". وعلى الصعيد الأمني شهدت المدن التونسية أمس نشر عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة لتأمين الانتخابات، فيما قتل الجيش بمنطقة حفّوز من ولاية القيروان وسط البلاد مسلحا وأوقف ثلاثة آخرون، وذلك قبل ساعات من بدء عملية الاقتراع، وقالت وزارة الدفاع أنهم حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها "مواد انتخابية". وأشار الناطق الرسمي باسم الوزارة المقدم بلحسن الوسلاتي أن "يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية التي أسفرت عن مقتل مسلح، والقبض على ثلاثة مشتبه بهم أحدهم مصاب في يده".