في الوقت الذي تستشيط فيه الأيادي الإرهابية، لزعزعة الأمن العربي، كان وزراء الإعلام العرب أقروا استراتيجية عربية لتقنين التعامل الإعلامي مع ظاهرة "الإرهاب". وأكدت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال الدكتورة هيفاء شاكر أبوغزالة أن العرب يجب أن يفشلوا كل المحاولات الرامية إلى إلصاق هذه التهمة بالعرب والمسلمين. وكانت الرياض شهدت بداية أعمال مؤتمر "دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب"، أمس، الذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مجلس وزراء الإعلام العرب"، الذي يختتم فعالياته غدا. وحضر نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر ورئيس الجامعة الدكتور جمعان رقوش، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، وذلك بمقر الجامعة في الرياض. ويشارك في أعمال المؤتمر 500 مشارك ومشاركة من وزارات الإعلام والداخلية والأجهزة الأمنية، ومؤسسات الإنتاج الإعلامي، والصحف الورقية والإلكترونية، والقنوات الفضائية والإذاعات، وكليات الإعلام، والكليات الأمنية، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وشركات الاتصال الحديثة، وشركات الإنترنت. وأكدت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال الدكتورة هيفاء شاكر أبوغزالة أن العالم يشهد عددا من أشكال الإرهاب التي يجب الوقوف في وجهها وضد كل المحاولات الرامية إلى إلصاق هذه التهمة بالعرب والمسلمين، ويقع على وسائل الإعلام المختلفة عبء كبير لمواجهة هذه الظاهرة لما لها من تأثير في الرأي العام، مبينة أن هذا المؤتمر يعد ترجمة عملية لجهود وزراء الإعلام العرب في مواجهة الظاهرة الإرهابية. إلى ذلك قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الخضيري، في كلمته له ألقاها نيابة عنه نائبه الجاسر: إن وزراء الثقافة والإعلام العرب قبل عامين اعتمدوا إعداد استراتيجية إعلامية عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب، وقد أصدر الوزراء قرارا كلف فيه المملكة بإعداد هذه الاستراتجية، وقامت الوزارة بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بإعداد هذه الاستراتيجية، وأقرها وزراء الإعلام العرب العام الماضي، وأرسلت مسودتها النهائية إلى الدول الأعضاء من أجل تقديم مرئياتهم تمهيدا للتصديق عليها من قبل القادة العرب". من جهته، قال مدير الجامعة الدكتور جمعان بن رقوش "إن انعقاد المؤتمر يأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية عمليات إرهابية لم تعهدها من قبل، حيث ازدادت معدلاتها واتسعت دوائرها وتعددت أهدافها، واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة لتنفيذ نشاطاتهم الإجرامية وتجنيد الشباب العربي وإطلاق الإشاعة والحرب النفسية لزعزعة الأمن والاستقرار في دولهم وصولا إلى تنفيذ مآربهم المتطرفة وأهداف الجهات التي تقف خلفها". عقب ذلك بدأت أعمال المؤتمر الذي سيناقش على مدار ثلاثة أيام عددا من الأوراق العلمية المهمة من خلال عدد من المحاور هي استخدام الجماعات الإرهابية والمتطرفة لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة، والإرهاب في الإعلام العربي والأجنبي، والمسؤولية الاجتماعية والقانونية والأمنية لوسائل الإعلام في الوقاية من الإرهاب.