بعد أن امتنع أواخر الأسبوع الماضي عن زيارة الخرطوم، وصل رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس إلى العاصمة السودانية لإجراء مباحثات مع نظيره عمر البشير حول النزاع في بلاده ومسألة الحدود المشتركة. كما تتطرق المباحثات إلى قضايا الحدود والأمن ونقل النفط، لا سيما أن جنوب السودان يحوي معظم الثروة النفطية السودانية قبل التقسيم، لكنها ما زالت مضطرة إلى استعمال أنابيب الشمال لتصديره. وكان من المقرر أن يزور سلفا كير الخرطوم الجمعة الماضية، إلا أنه ألغى الزيارة في اللحظة الأخيرة، متعللاً بانشغاله بالتحضير لقمة دول شرق ووسط أفريقيا "إيجاد" التي تتوسط لإنهاء النزاع بينه وبين نائبه السابق رياك مشار، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن سبب الإلغاء يعود إلى خلافات عميقة بين البلدين بسبب اتهام كل منها للآخر بالتدخل في شؤونه ودعم المتمردين، وهو ما صرح به وزير الخارجية السوداني علي كرتي الذي اتهم جوبا بدعم متمردي الجبهة الثورية في كردفان، وهو التصريح الذي دفع المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أجوير للرد عليه، متهماً بدوره الخرطوم بدعم قوات مشار في هجومها على بلدة بانتيو الغنية بالنفط. وقال المحلل السياسي خالد محمود في تصريحات إلى "الوطن" إن وساطة قام بها رئيس الوساطة بالاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي الذي يزور الخرطوم حاليا، دفعت سلفا كير لتغيير موقفه وقبول زيارة السودان، وأضاف "أمبيكي اتصل بسلفا كير وطلب منه الحضور للخرطوم، بعد أن تلقى وعوداً منه بالجلوس إلى الرئيس البشير ومكاشفته بكل ما لدى دولة الجنوب من تحفظات على سياسة الخرطوم تجاهها". وأضاف "العلاقات بين البلدين تمر بأسوأ فتراتها، لا سيما بعد الاتهامات العلنية التي تبادلها مسؤولون على مستوى رفيع عن دعم كل منهما للمتمردين.