لم يكن المدرب الجديد- القديم للمنتخب الهولندي جوس هيدينك يتخيل أنه سيجد نفسه في هذا الموقف بعد أربع مباريات فقط على استلامه مهمة الإشراف على "البرتقالي" خلفا للويس فان جال الذي قاد بلاده إلى المركز الثالث في مونديال البرازيل 2014 بعروض مميزة قبل أن يرحل إلى مانشستر يونايتد. "هيدينك، انتهى، حان الوقت لكي يترك مكانه لمدرب أصغر سنا"، هذا ما صدر عن مدرب أياكس أمستردام فرانك دي بوير، بعد خسارة "الطواحين" وللمرة الأولى من أصل 11 مواجهة أمام أيسلندا (صفر/2) أول من أمس، في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2016. ودي بوير ليس الوحيد الذي شكك بقدرات هيدينك على مواصلة المشوار مع هولندا، إذ تناولت وسائل الإعلام أمس هذه المسألة بعد الهزيمة الثانية لمنتخب بلادها في ثلاث مباريات في التصفيات والثالثة من أصل أربع بقيادة العائد هيدينك "خسرت أمام إيطاليا وديا صفر/2 وتشيكيا 1/2 وأيسلندا صفر/2 في التصفيات، مقابل فوز على كازاخستان 3/1 في مباراة تقدمت فيها الأخيرة وأكملتها بعشرة لاعبين". وتساءلت مجلة "فويتبال" في موقعها على شبكة الإنترنت "ألا يمكن لهيدينك أن يستخلص بنفسه العبر من الوضع الحالي؟"، طالبة منه بشكل مبطن الاستقالة من منصبه بعد أن وجد "البرتقالي" نفسه ثالثا في مجموعته بثلاث نقاط وبفارق 6 عن كل من أيسلندا وتشيكيا اللتين خرجتا فائزيتن من الجولات الثلاث الأولى. "نحن نلعب بدون توجه واضح"، هذا ما تذمر به دي بوير في الصحافة الهولندية، منتقدا التركيز على أريين روبن وروبن فان بيرسي في جميع الكرات وعلى وجود الأخير معزولا في منطقة الخصم. ويرفض هيدينك حتى الآن التحدث عن إمكانية الاستقالة، مفضلا التركيز بعد الخسارة أمام أيسلندا على مستقبل بعض اللاعبين مع المنتخب، غامزا من قناة صانعي الألعاب ويسلي شنايدر وإبراهيم أفلاي اللذين "لعبا بوتيرة بطيئة وافتقدا إلى الجرأة". ولا شيء يسير على ما يرام في المنتخب البرتقالي ولا تنحصر المسألة بصانعي الألعاب وحسب أو في الدفاع، بل هناك أيضا العلاقة المتوترة بين المهاجمين فان بيرسي وكلاس يان هونتيلار الذي لطالما وجد نفسه مغبونا في المنتخب لمصلحة مهاجم مانشستر يونايتد. "انسوا المونديال. توقفوا عن الحديث عن كأس العالم هذه وعن أسلوب اللعب بطريقة 2/ 3/ 5"، هذا ما طالب به روبن الذي يعتبر أن "المشكلة ليست تكتيكية. المشكلة ذهنية. يجب أن لا نفكر حاليا بأننا منتخب جيد، في الواقع نحن لسنا جيدين على الإطلاق". يذكر أنه يتأهل للنهائيات المنتخبات التي تحتل المركزين الأولين في كل من المجموعات التسع (18 منتخبا)، إضافة إلى المنتخب المضيف (فرنسا) وصاحب أفضل مركز ثالث، على أن تلعب المنتخبات الأخرى التي تحل ثالثة مواجهات فاصلة في ما بينها (ذهابا وإيابا) لتتأهل منها أربعة. وقد يخفف رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة ل24 للمرة الأولى من وطأة الهزيمتين اللتين منيت بهما هولندا حتى الآن لكن أي هزيمة إضافية ستطيح على الأرجح برأس هيدينك المرتبط بعقد مع الاتحاد المحلي حتى 2016 وستعجل من وصول مساعده الحالي داني بليند.