أكدت إحدى الدراسات الدولية الحديثة، أن معطيات تحليل المعلومات التقنية أوضحت ظهور 315 ألف نموذج جديد من البرمجيات الخبيثة يومياًّ، حيث يمكن أن تشكل خطراً على مستقبل التكنولوجيا في العالم. وقالت الجهة المصدرة للبحث "كاسبرسكي لاب" وهي من المؤسسات الدولية المعنية بتحليل شبكات المعلومات لأكثر من 17 عاماً: "لا يمكننا اعتبار أي نظام تشغيل آمنا، إذ لم يعد المهاجمون يركزون على نظام تشغيل Windows حصرا، فقد أخذ عدد الهجمات على أجهزة Mac وأنظمة الأجهزة المحمولة يرتفع باستمرار، خاصة بعد اكتشاف شبكة الروبوتات البرمجية التي ضمت أكثر من 700 ألف حاسوب يعمل بنظام OS X، حيث لم يعد بإمكان مستخدمي Apple الجزم بأن نظام التشغيل لأجهزتهم آمن بالكامل". وأظهرت نتائج استطلاع أجرته كاسبرسكي لاب ومنظمة B2B International أن حماية الخصوصية والهوية الرقمية، والبيانات الشخصية، والمعاملات المالية والأبناء هو أكثر ما يشغل مستخدمي الإنترنت، لا سيما أن نحو 77% من الأشخاص يستخدمون الأجهزة على مختلف المنصات، لذلك فهم بحاجة إلى حلول تناسب أنظمة تشغيل مختلفة، خاصة في ظل الارتفاع المستمر لتهديدات الإنترنت. وفي إحدى الفصول الحيوية تؤكد الدراسة النمو السريع للبرمجيات الخبيثة المخصصة لأكثر أنظمة المحمول رواجا، حيث هناك قرابة 20 ألف نموذج خبيث شهريا. أما فيما يتعلق بالمواقع التصيدية – الصفحات الزائفة المصممة لسرقة البيانات الشخصية – فإنها تعد تهديدا إلكترونيا شاملا يشكل خطرا على جميع المستخدمين، بغض النظر عن نوع الجهاز، ونظام التشغيل الذي يعمل به، وسجلت شبكة "كاسبرسكي للأمان" أكثر من 137 ألف صفحة تصيدية تدفع المستخدمين إلى تسليم بياناتهم الشخصية والمالية إلى المجرمين الإلكترونيين. وقال القائم بأعمال المدير التنفيذي ب"كاسبرسكي لاب" نيكيتا شفيتسوف، إن "الاتصال بالإنترنت لم يعد يقتصر على جهاز واحد، لذا على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالتهديدات الإلكترونية وكيفية التعامل معها". ويرى الفريق البحثي للدراسة حاجة المستخدمين للبرامج الأمنية المعلوماتية المتطورة، في ظل تزايد مساحات عالم التهديدات الإلكترونية، على جميع الأجهزة التي يستخدمونها، ومن تلك البرامج Kaspersky Internet Security – لأجهزة متعددة 2015. الذي طوّر لحماية مستخدمي الأجهزة المعتمدة على منصة Windows، OS X وAndroid من التهديدات الراهنة والناشئة. وتتضمن تقنيات جديدة بالكامل تحسن من مستوى الحماية من برمجيات التشفير الخبيثة، وتمنع مراقبة كاميرا الويب للمستخدم، وتحميه من مخاطر العمل ضمن الشبكات اللاسلكية المعرضة للهجمات الخبيثة. ويعد اعتراض الصور بواسطة كاميرا الويب، أحدث طرق ولوج البرمجيات الخبيثة للتجسس عبر الإنترنت، وأوضح البحث أن كثيرا من المستخدمين لا يلقون بالاً لما يسجل على كاميرا الويب الخاصة بهم، إلا أن الكاميرا قد تلتقط صورا لمستندات تتضمن تفاصيل للحسابات المصرفية، والبطاقات الائتمانية، أو حتى النشاطات الشخصية التي يفضل المستخدمون عدم اطلاع الغرباء عليها. ومن أكبر المخاطر التي تهدد مستندات العملاء، وصورهم، وملفات الموسيقى الخاصة بهم ما يسمى بالبرمجيات التشفيرية، وهي البرمجيات التي تقوم بتشفير الملفات، وتطالب بمقابل مالي نظير استعادة إمكانية الوصول إليها. وتذهب الدراسة المعلوماتية إلى أن الشبكة اللاسلكية العامة يمكن أن تتحول إلى أداة لاعتراض بيانات المستخدمين إن وقعت بين أيدي المجرمين الإلكترونيين.