زرت مع بالغ الأسف أمانة منطقة عسير بأبها، بحثاً عن تفسير لتناقضات هذه الأمانة التي لا تنتهي ولا تنقضي عجائبها. رأيت" وليتي ما رأيت" فيها كل أنواع التخلف، شريت "وليتي ما شريت" أرضاً تجارية على الشارع العشرين الفاصل بين حيي الموظفين والبديع، وبعد أن دفعت "وغيري كثير" ثمناً لهذه الأرض كل مدخراتي ومدخرات جيلٍ قادم من أفراد أسرتي، وهممت كغيري بالبناء على هذا الشارع التجاري، فوجئت بطلعات جوية وقذائف مدفعية من مراقب البلدية الذي لم يتجاوز سنه التاسعة عشر على أحسن تقدير، والتي كان مضمونها بأن هذا الشارع غير تجاري، وتعدد الأدوار به ممنوع بقرار أخينا المراقب الذي لا يحتاج كلامه لأي دعم أو إسناد لوجستي أو إداري. قلت في قرارة نفسي لكي لا يسمع بوسوستي جني أو إنسي "مال هذا المراقب يتهددني بسوطه ويرهبني بصوته؟" ولكني "وعلى غير عادتي" أمسكت بلجام نفسي لعلمي بأنها لن تفيدني لو انطلقت متهورا: وقلت له ولما؟ وماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ لم يكن هذا الشارع تجاريا وتعدد الطوابق كما تراها في البنايات بأوله أمر جاري.! قال هذا الفرمان وعليك الطاعة دون عصيان منكم، وإذا أردت التفاهم والسهولة فهاكم رقم جوالي، حارب الله النسيان وأخزى الله الشيطان. قلت له مستنكراً يا فلان ابن فلان كأنني فهمت المُراد الآن فلا حاجة لي برقميك لا الأول ولا الثاني ، والله يتولانا فيه ويرعانا من مكر كل شيطان إنساً كان أو جان، فأغرب عن وجهي الآن قبل أن أستدعي لكم جهاز الأمان والذي سيريك حجمك الطبيعي كما كان.