ربما أن عادة التساهل لدى الطلبة عموماً فيما يعرف بغياب "الأسبوع الأول" من بداية السنة الدراسية الجديدة من كل عام، قد أفردت لها مساحات واسعة في عالم "النسيان"، فالإجراءات التي أعلنها المسؤول الأول في جهاز وزارة التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، من التشديد في مسألة الانضباطية من أول يوم دراسي، انعكست بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة رئة السعوديين الإلكترونية "تويتر"، الذي كان مساحة افتراضية مهمة في تواصي الأمهات ببعضهن البعض على ضرورة انضباط أبنائهم في جميع المراحل الدراسية، أو كما وصفت إحداهن الحالة مع أبنائهن: "أنا خبرت أولادي، ما في غياب أول يوم ولا بعد اليوم". حالة "الانضباطية" يمكن القول عنها إنها تمثل "خارطة طريق" وزارة التربية التعليم، والقيمة التي يرغب المسؤولون في هذا الجهاز الحيوي تعزيزه ليس فقط في عالم الطلبة "من الجنسين"، بل في عوالم المعلمين والمعلمات وجميع منسوبي الجهاز، فهاشتاقات (# العودة _ للمدارس)، كانت تدور تغريداتها على حث الأبناء على الدوام منذ الأسبوع الأول، وكسر خمول الإجازة لديهم، وعدم السماح لهم بالغياب الذي لا يقدم لهم أي فائدة، لأنه يغرس فيهم "عدم الانضباط وعدم احترام الكيان المدرسي". الجديد في هذا الطرح أن "المجالس العائلية" تحولت بشكل ملفت للنظر إلى نقاشات من نوع مختلف، حتى شبهها البعض بأنها وزارة تربية وتعليم موازية للوزارة الرسمية، فالنقاشات تغيرت 180 درجة، فبعد أن كانت أحاديث الأسبوع الأول مجرد أحاديث تسالي عن اليوم الأول، أضحوا يتحدثون عن سلسلة الإجراءات التي ستطبقها الوزارة بحق المتغيبين من طلبة مراحل التعليم الأساسي، فشكلت الإجراءات التعليمية/ الإدارية مثل "تطبيق لوائح المواظبة والسلوك" و"إجراءات مساءلة المعلمين والمعلمات المتغيبين"، و"إشعار أولياء الأمور عبر رسائل إلكترونية مبكرة لغياب أبنائهم وحسم ذلك من المجموع العام للسلوك والمواظبة"، كلها ورقة الفيتو – القوة - التي يرفعها أولياء أمور الطلاب والطلابات أمام أبنائهم وبناتهم، ضد أي محاولات لكسر عنصر انضباطية أبنائهم وتساهلهم في تحصيلهم التعليمي. الأمر الملفت وأنت تتابع جدية وزارة التربية والتعليم بتطبيق اللوائح منذ اليوم، هو حالة الإرباك الكبير التي حصلت في حجوزات العودة للدريار من قبل عدد من الأهالي، الذين وضع عند تخطيطهم الأولي العودة بعد انقضاء "الأسبوع الأول"، فعدد من وكالات السياحة والسفر التي رصدتها "الوطن" في جولتها الميدانية أمس، كانت تشير إلى أن عددا من العوائل فعلت – حسب وصفهم – "المستحيل" للعودة قبل الدراسة بأيام قليلة حتى تقوم بتجهيزات الدراسة وعدم تغييب أبنائهم حسب ما كانوا يخططون سابقاً، وهو ما يمكن تفسيره ب"إجراءات الانضباط"، التي تسعى الوزارة لتعزيزها في طلبتها ومعلميها.