أصيب اليمنيون بصدمة بعد الكشف عن تفاصيل ارتكاب مجموعة مسلحة من عناصر تنظيم القاعدة بقيادة حارس مرمى نادي حسان السابق في أبين، جلال بلعيد، مساء أول من أمس، مجزرة دموية بحق 14 جندياً من الجيش من خلال إعدامهم في مدينة شبام ووادي وصحراء محافظة حضرموت، شرقي البلاد. ولم يُعلق الإعلام الرسمي اليمني على الجريمة أو التطرق إلى وقوعها وتفاصيلها خلال برامجه ونشراته الإخبارية في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، بالمقابل، أرجع عناصر التنظيم ارتكابهم للجريمة بحق الجنود إلى أنهم شاركوا في مواجهتهم والتصدي لهم وقتال أهل السنة واعتبارهم "روافض" حوثيين، وهو الأمر الذي من شأنه خلق صراع من نوع جديد قائم على أسس وقواعد طائفية ومذهبية بحتة. وأوضح مصدر في المنطقة العسكرية الأولى ل"الوطن"، أن المسلحين الإرهابيين أوقفوا في مدينة شبام حافلة ركاب نقل جماعي كانت في طريقها من سيئون إلى صنعاء، وقاموا باختطاف 14 جندياً من أفراد اللواء 135 مشاة كانوا حينها يرتدون الزي المدني وفي طريقهم لقضاء إجازاتهم وسط عائلاتهم، وذلك بعد فرز ركاب الحافلة والتعرف على الجنود من خلال هوياتهم العسكرية. وقال إن العناصر الإرهابية نقلت الجنود المختطفين على متن سيارات تابعة لهم إلى منطقة حوطة أحمد بن زين في شبام، ليشرعوا في تنفيذ إعدام جماعي ميداني بحق الجنود بعضهم ذبحاً بالسكاكين، وآخرون بالرصاص، وسط إحدى الساحات العامة، بحضور عدد من السكان والأهالي، ولاذ بعدها المجرمون بالفرار إلى موقع مجهول. وبحسب شهود عيان كانوا على متن الحافلة، وصفوا الوضع العام المحيط بالرحلة من سيئون إلى صنعاء ب"المتوتر والمريب للغاية" منذ انطلاقتها بالرغم من تغيير خط مسارها بناء على طلب الجنود خوفاً من انتشار المسلحين في الطريق، وألقى القائد الميداني للتنظيم الإرهابي جلال بلعيد محاضرة للركاب اتهم فيها الجنود الذين اختطفوهم بالمشاركة في الحملات العسكرية ضدهم وقتالهم أهل السُنة وانتمائهم للحوثيين، وتعهد بنصرة الإسلام والمسلمين والحكم وفقاً للشريعة الإسلامية. إلى ذلك، قتل ثلاثة من "القاعدة" أمس في غارة جوية على منطقة الساقط بمحافظة مأرب شرق اليمن، استهدفت منزلاً يؤوي عناصر للقاعدة راح ضحيتها ثلاثة أشخاص إضافة إلى تدمير المنزل بالكامل.