تفاعلت أمس قضية ادعاءات الخادمة السريلانكية لاهادا ارياواتي على كفيلها السعودي بدق مسامير في جسدها. واحتج المئات من سيدات سريلانكا ونشطاء حقوق الإنسان أمس أمام السفارة السعودية مطالبين السلطات في المملكة بإجراء تحقيق مناسب بشأن زعم تعرض الخادمة للتعذيب. ويقول المحتجون إنهم يطالبون السلطات السعودية باعتقال العائلة التي تردد أنها دقت المسامير في جسد الخادمة السريلانكية والتي عملت لديهم لمدة 5 أشهر. ويوم الجمعة الماضي، نزع أطباء 18 مسمارا وخمس إبر من جسدها بعد إجراء عملية جراحية دامت 3 ساعات، حسب مزاعم المصادر السريلانكية. ويبحث مكتب العمالة في الخارج وهو الهيئة المسؤولة عن عمل مواطني سريلانكا خارج البلاد ما إذا كانت القضية ستطرح لدى السلطات السعودية. كما يدرس المكتب أيضا القضية ليرى ما إذا كانت الخادمة مؤهلة لإقامة دعوى بموجب سياسة التأمين بالهيئة. ونقلت محطة "سي إن إن" الأمريكية أمس على لسان مسؤول في الخارجية السريلانكية زعمه القبض على كفيل الخادمة وزوجته, فيما قال مصدر سعودي ل"الوطن" إننا ننتظر معلومات من السفارة السعودية والسلطات السريلانكية لمعرفة أبعاد القضية ومحاولة إزالة الغموض حول طريقة مغادرة الخادمة إذا كانت في هذه الحالة الصحية الحرجة والاطلاع على تقارير طبية توضح الفترة الزمنية التي تعرضت فيها للإصابات لإزالة احتمالات أن تكون فعلت ذلك بنفسها بهدف الابتزاز، وبين أن السفارة السعودية في كولومبو تابعت الموضوع باهتمام وأبلغت به الجهات المختصة التي تعمل على إجلاء تفاصيل القضية، فيما أوضح القنصل العمالي السريلانكي نيمال رانواكا أنه وجد تعاونا من قبل السلطات السعودية في التحقيق حول ادعاءات الخادمة السيرلانكية على كفيلها السعودي بأنه تورط مع زوجته في تعذيبها من خلال دق 24 مسمارا في يديها وساقيها وجبينها. وحول حالة الخادمة ارياواتي أوضح في حديثه إلى "الوطن" أن حياتها ليست في خطر حاليا، مشيرا إلى اجتماعات بين أعضاء من السفارة مع مسؤولين سعوديين، مبيناً أن دور السفارة هو التعاون لكشف حقيقة ما حصل، فيما بين رئيس القسم القنصلي في السفارة السعودية في كولومبو أنها ستصدر مساء اليوم تصريحا يحمل كامل تفاصيل وملابسات القضية. التقرير الرسمي وجاء في التقرير الرسمي الذي قالت السفارة السريلانكية في الرياض إنها قدمته إلى السلطات السعودية أن الخادمة لاهادا توراجي داناريس ارياواتي البالغة من العمر 49 عاما "أم لثلاثة أبناء" كانت قد قدمت إلى السعودية في مارس الماضي وعملت فيها لخمسة أشهر قبل أن تسافر عائدة إلى بلادها في الجمعة 20 أغسطس الجاري، ولم تذهب فورا إلى المستشفى حتى بعد وصولها إلى منزلها الذي يبعد مئة كيلو متر جنوب العاصمة كولومبو بل انتظرت حتى الاثنين قبل توجهها إلى مستشفى كامبوروبيتيا (جنوب سريلانكا) حيث تم اكتشاف 24 مسمار وإبرة في جسدها منتشرة في يديها وساقيها وجبينها نجح الأطباء في استخراج 13 مسمارا تتفاوت مقاساتها ما بين 2٫5 و 5 سنتيمترات وخمس إبر يبلغ طول كل منها 2٫5 سنتيمتر في عملية استمرت لعدة ساعات فيما عجز الأطباء عن استخراج 6 إبر في معصمها بسبب الخطر الكامن من عملية الاستخراج على الشرايين والأعصاب والتي قد تتسبب في أضرار. وسجلت ارياواتي ادعاءها على الكفيل لدى عناصر الشرطة السريلانكية التي وصلت إلى المستشفى والتي قالت فيها إن كفيلها وزوجته كانا يعاملانها بقسوة بالغة ويمنعونها من النوم وإنهما عذباها وأدخلا المسامير في جسدها بعد إحمائها على النار باستخدام قضيب معدني. الرأي الطبي وفي ذات السياق اعتبر عدد من الأطباء أن رواية الخادمة السريلانكية ارياواتي حول تعذيب كفيلها لها بغرس 24 مسمارا في جسدها غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان، وأوضح الأطباء أنه من المستحيل على الإنسان الطبيعي البقاء لمدة 48 ساعة وفي جسده عدد كبير من الأجسام الغريبة التي بالتأكيد ستحمل جراثيم وميكروبات دون أن ترتفع درجة حرارته ويعاني من آلام بسبب تكون الالتهابات والصديد داخل الجسد في المناطق التي تتواجد بها الأجسام الدخيلة. وقالت الدكتورة زينب حمو استشارية طوارئ وباطنية في مستشفى الثغر بجدة إن جسم الإنسان قد لا يتفاعل مع إبرة واحدة لكن كمية كبيرة من المسامير والإبر لا يمكن في حالات الإنسان الطبيعي أن تبقى دون أن تتفاعل معها الكريات البيضاء وتحاول التصدي لها وطردها مما يسبب حمى وارتفاعا كبيرا في درجة حرارة الجسم وخمول وظهور أعراض لا يمكن إغفالها. وأوضحت الدكتورة حمو في حديثها إلى "الوطن" أنه في حالة الخادمة فإن المعلومات غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان فلا يمكنها حتى لو تعرضت للتعذيب قبل يوم واحد من رحلة سفرها إلى بلادها أن تغادر دون أن تلفت نظر جميع من في المطار نظرا لحالتها الصحية التي يفترض أن تكون سيئة جدا، إضافة إلى الآلام المبرحة التي لا يمكن أن تحصل دون أن تنبه مسؤولي الأمن في المطار إلى وجود خطب ما في هذه المسافرة، وكيف أنها لم تشتك من هذه الآلام فور وصولها إلى المطار وكيف صبرت حتى وصولها إلى منزلها الذي يبعد أكثر من 100 كيلومترعن العاصمة كولومبو، ولماذا لم تشتك في الأيام الأولى من وصولها وانتظرت ثلاثة أيام حتى راجعت المستشفى المحلي هناك.