طالب وزير الصحة الملكف المهندس عادل فقيه قياديي وزارته ب"التواضع"، مؤكداً أنها القيمة الأساسية التي يبني عليها كل عمل الوزارة، متوعداً ببذل جهده للسير على هذا النهج. ولفت إلى أن هذه القيمة تتطلب التزام جميع منسوبي الصحة. وقال فقيه خلال تدشينه أمس سلسلة لقاءات وورش عمل مراجعة استراتيجية الوزارة والتوافق والتشاور مع مجموعة من مديري الشؤون الصحية في المنطقة الغربية والشمالية والجنوبية في الرياض: "من تواضع لله رفعه، ومعنى التواضع ليس أن نجامل بعضنا البعض أو نتصرف في سلوكياتنا بما يشبه التواضع، ولكن أن نؤمن في قلوبنا حقيقة أننا لا نملك الحقيقة وحدنا، وأن هناك من هو أعلم منا، وعلينا أن نستفيد من بعضنا البعض، لأن جهدنا لن يكون ناجحا ومتكاملا وفاعلا إلا إذا تكاملنا بجهودنا مجتمعة، وخرجنا من أنانيتنا واعتقادنا بتفوقنا وتميزنا، وتواضعنا وأحسسنا أننا جميعا نستطيع أن نستفيد من بعضنا البعض". وكرر الوزير كلمة "الالتزام" في حديثه أمام جمع من منسوبي وزارته، قائلا "إن التزمنا بهذه القيمة وحولناها إلى معنى نطبقه ليس في هذه الورشة فقط، ولكن في أسلوب تعاملنا مع بعضنا البعض، وأسلوب تنفيذنا، فإن الله سبحانه وتعالى سوف يتمم علينا هذا بالنجاح"، متمنيا أن يكون عمل كافة المشاركين في هذه الورشة والورش التي تتبعها عملا مخلصا لوجه الله تعالى، وأن يحتسب الجميع مخرجاتها صدقة جارية في ميزان أعمالهم. وأكد المهندس فقيه أن الأولويات التي عمل وما زال يعمل عليها منذ تكليفه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتولي ملف وزارة الصحة، هو التعامل مع فيروس كورونا، مضيفاً "منذ أن كلفني سيدي خادم الحرمين الشريفين بملف وزارة الصحة، كان من الأولويات التي عملت وما زلت أعمل عليها هو التعامل مع تحدي فيروس كورونا، وبفضل من الله سبحانه وتعالى أولا ثم بالجهود التي بذلتموها أنتم وزملاؤكم والجهود التي بذلها آخرون في مجتمعنا من المهتمين بشأن الصحة، فقد قل خطر هذا الفيروس، وإن كنا ما زلنا نتعامل معه بالحذر نفسه وبالحرص نفسه على ألا نتكل أو نتواكل بطريقة نغل فيها الإجراءات الاحترازية الواجبة والتي تزيد من قدرتنا في التعامل مع هذا التحدي". وأوضح أن عددا من منسوبي الوزارة أجابوا عن الرسالة التي أرسلها الوزير لزملائه عبر البريد الإلكتروني بعنوان "ماذا لو كنت وزيرا للصحة؟"، مؤكدا أنه تم جمع تلك الإجابات وتبويبها وتصنيفها وتحليلها حتى تقوم الوزارة ببناء قائمة من الأفكار القابلة للتطبيق والتنفيذ. كما سيتم التشاور من خلال ورشة العمل لترتيب أولويات تلك الأفكار وتوضيح ما يمكن أن يتفاعل وتتفاعل معه الوزارة حتى يمكن إخراجها إلى حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن. وأضاف قائلاً: في الوقت نفسه، بدأت مع زملائي في الوزارة إطلاق مشروع باسم "مشروع 100 يوم"، وتقوم فكرته على إعداد دراسة لمجموعة كبيرة من الملفات خلال 100 يوم، وبالطبع كانت البداية منذ أن كلفت بمهام هذه الوزارة، وبالتشاور معكم سنتوصل سريعا إلى مجموعة من المبادرات والمكاسب التي يمكن أن نعمل عليها سويا لتحقيق فارق ملموس يلمسه المواطنون والمستفيدون من خدمات وزارة الصحة. وقال الوزير فقيه لدى افتتاحه ورشة العمل "نلتقي معكم اليوم لنراجع سويا استراتيجية الوزارة والتوافق مع بعضنا البعض على أولوياتنا والمسائل التي تمكننا من تنفيذ طموحاتنا لتحقيق ما أوصونا عليه ولاة أمرنا يحفظهم الله لخدمة مواطني هذه البلاد". وأوضح فقيه أن استراتيجية وزارة الصحة تم تطويرها منذ عام 2010 لعشر سنوات مقبلة، وسيتم عرض الملامح الرئيسية على المشاركين في ورش العمل حتى يتم التفكير الجماعي في النقاط التي ينبغي استدراكها أو إضافتها والاهتمام بها أو تلك التي لم نعطها حقها حتى نتمكن من معالجتها كذلك والتعامل معها.