يعتبر الفنان سام دروكر من أشهر الفنانين المعاصرين بهولندا، الذين تنتشر لوحاتهم بالبنايات والمؤسسات الرسمية، ليس لبساطة لوحاته، وتعبيرها عن الفكرة بصدق، بل لأنه يتبع مدرسة فنية خاصة، يرى من خلالها ضرورة ارتباط الحياة العامة والأدب خاصة بالفن، لذا تجد أكثر من 100 لوحة من لوحاته المعبرة وثيقة الصلة بتفاصيل من الحياة، كتلك المعروضة في متحف خرونر، ومقر مجلس النواب، ووزارة التربية والتعليم والعلوم، ومتحف درينثي، ومستشفى جامعة خرونينجن، ومستشفى أمستردام الطبي الأسترالي، والمتحف التاريخي. ولد دروكر عام 1957، ودرس في أكاديمية مينيرفا للفنون في خرونينجن وانتقل بعدها للعمل في باريس وبرشلونة وغيرها كفنان مستقل، برع في الأعمال التصويرية بجانب لوحاته التي يرسمها بفرشاته حول حياة الإنسان، وأكثر ما تأثر به في لوحاته موضوع "الأضحية" وذبح الأضاحي فداء للإنسان، وهو يتناول في لوحاته المعبرة عن الأضاحي جانباً من الثقافة الدينية، بعيداً عن الخوض في الدين نفسه. تتميز رسوماته في معظمها بالفراغات الكبيرة، حتى يشعر من يشاهدها بأن هناك صراعاً خفياً بين الألوان والفراغات على مساحة لوحاته المصنوعة من القماش أو الخشب، لكنه يبدو في كل هذا عفوياً. يقول دروكر: الفراغ في اللوحة نوع من التعبير، فإذا كان جمال الألوان يعكس رؤيا إنسانية، فإن اضمحلال هذا الجمال واختفاءه من مساحة اللوحة بالفراغ يصنع أمراً مثيراً للاهتمام يصل إلى الرومانسية، فإذا كانت كل ضربة فرشاة تصنع خطاً للحياة في مهدها، أو تنهي الحياة، فإن الفراغ يصنع نشوة تجعلك تستمتع بما ترى. ويرفض دروكر الأفكار المسبقة في فن الرسم، ويقول: عندما أبدأ في الرسم مدفوعاً برغبة داخلية، لا أرسم من منطلق فكرة ثابتة، بل أدع ألواني وفرشاتي تقودني في عفوية دون فرضية مسبقة، فالفرشاة مادة حية تحدد بنفسها ما تريد قوله بما في ذلك الشكل، والمزاجية وتركيبات الألوان، وخطوة خطوة تكتمل اللوحة لتترك الفرشاة بصماتها.