صدرت أخيراً بالقاهرة النسخة العربية لرواية "مذكرات جارة طيبة" للكاتبة الإنجليزية دوريس ليسنج من ترجمة رانية خلاف، وذلك عن سلسلة الجوائز التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. الطريف أن رواية "مذكرات جارة طيبة" ورواية "إن العجوز استطاعت" قد حاولت دوريس ليسنج نشرهما تحت اسم مستعار هو "جين سومرز" لتبين مدى الصعوبة التي يقابلها الكتاب الجدد في محاولة النشر، وقد تم بالفعل رفض الروايتين من قبل ناشر ثم قبلهما ناشر آخر. الروايتان متصلتان وهما تمنحاننا وصفا مكثفا ولا يمكن تصديقه لعقل وروح المرأة. تنطلق الأحداث في مذكرات جارة طيبة حين تنقلب حياة صاحبة المذكرات " جين " رأسا على عقب بسبب امرأة مسنة وحيدة وشديدة الفقر، بينما تعمل هي محررة ناجحة في مجلة نسائية وتتسم بالذكاء والجمال، ومع تطور اعتماد مودي المسنة ذات التسعين عاما على جين لكي تبقى على قيد الحياة تكتشف جين كم هي تحتاج بدورها إليها. شخوص الروايتين لا يمكن للمرء أن ينساها ولا يتجاوز الأفكار الاجتماعية والسياسية والفلسفية المنثورة فيهما. ويمكن اعتبار الروايتين عودة للواقعية في أعمال ليسنج الأولى حيث الحكمة ونضج الخبرة. يذكر أن ليسنج كاتبة إنجليزية ولدت في إيران 22 أكتوبر 1919 حيث كان والدها يعمل ضابطا في الجيش البريطاني واتخذت لقبها ليسنج من زوجها الثاني، لم تكمل دراستها النظامية وعكفت منذ سن مبكرة على دراسة الأدب منذ القرن التاسع عشر، وتميزت أعمالها الأدبية بالنضال ضد المظالم والاستعمار والتمييز العنصري وبالتأكيد لحقوق المرأة، لفتت إليها الأنظار بقوة عند صدور روايتها الأولى " العشب يغني " عام 1950 ثم توالت أعمالها، ومع صدور روايتها المفكرة الذهبية تحولت دوريس ليسنج إلى أيقونة للحركات النسائية، ومن من أهم أعمالها "الإرهابية الطيبة" و"تحت جلدي" و"الشق" و"ماراودان" و"تعليمات للهبوط " و"الطفل الخامس" و"بن يجوب العالم" و"مذكرات جين سومرز" و"اللعب مع النمر". حصلت ليسنج على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي، وجائزة أمير استورياس في الأدب، وجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب وحصلت على لقب وصيفة شرف من الجمعية الملكية للآداب ، ونالت شهادة فخرية من جامعة هارفارد وذلك قبل أن تتوج مسيرتها الإبداعية بالحصول على جائزة نوبل في الآداب لعام 2007.