دعا اللواء المتقاعد خليفة حفتر مساء أول من أمس، إلى تشكيل مجلس رئاسي يشرف على مرحلة انتقالية جديدة في ليبيا وعلى الانتخابات التشريعية التي أعلن عن تنظيمها في 25 يونيو المقبل؛ لإخراج البلاد من أزمة حادة، فيما أعربت الولاياتالمتحدة عن استعدادها للمساعدة في تنظيم الانتخابات التشريعية في ليبيا على أمل الانتقال إلى حكومة أكثر استقرارا في ظل موجة العنف التي تشهدها البلاد، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون.وقال حفتر الذي يقول إنه يتحدث باسم الجيش الليبي، في بيان قرأه ونقلته العديد من قنوات التلفزيون الليبية إن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" يطالب المجلس الأعلى للقضاء "بتكليف مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنيا ويكون من مهامه تكليف حكومة طوارىء والإشراف على الانتخابات البرلمانية القادمة". وأضاف حفتر الذي كان يتحدث من مدينة الأبيار شرق ليبيا، أن المجلس الرئاسي سيسلم السلطة للبرلمان المنتخب. ولم يعرف على الفور ما إذا كان المجلس الأعلى للقضاء سيستجيب لطلب حفتر المتهم من السلطات الانتقالية في طرابلس بتنفيذ انقلاب. وأشار حفتر إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أعلنه من جانب واحد، سيتولى الأمن خلال المرحلة الانتقالية وما يليها.وقال "إن الجيش اتخذ هذه القرارات بعد رفض المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد تعليق أعماله "كما يطالب الشعب". وكان حفتر قد شن الجمعة الماضي هجوما عسكريا على جماعات إسلامية متطرفة في بنغازي يتهمها ب"الإرهاب"، وأوقعت المعارك عشرات القتلى.وأعلن وزير الثقافة الليبي حبيب الأمين، أنه يدعم العملية العسكرية التي يقودها حفتر. وقال: "أنا أدعم هذه العملية ضد المجموعات الإرهابية، والمؤتمر الوطني العام الذي يحمي الإرهابيين لم يعد يمثلني". وكانت القوات الخاصة في بنغازي وضباط في سلاح الجو وقوات الشرطة والجيش أعلنت انضمامها إلى قوات حفتر. من جانبه، قال رئيس الوزراء الليبي الجديد أحمد معيتيق: إنه يريد تشكيل حكومة منفتحة على كل الفصائل التي ترفض استخدام السلاح. ودعا معيتيق إلى إجراء مفاوضات وقال إنه مستعد لبدء حوار مع جميع الأطراف. وقال: "إن الليبيين لا يريدون حكما عسكريا بعد أن اضطروا لتحمل حكم معمر القذافي لعقود طويلة". في الأثناء، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "نحن مستعدون للإسهام في الإعداد للانتخابات انطلاقا من هنا"، لكنها شددت على أن واشنطن لا تزال تنتظر ردا رسميا من طرابلس. وقالت السفيرة الأميركية في طرابلس "ديبرا جونز" خلال زيارة إلى واشنطن، إن إيجاد حل لوضع التفكك السياسي في البلاد سيتطلب عملا شاقا، وإنها تحاول التواصل مع "كل الجهات التي لها تأثير في المجتمع سواء كان سلبيا أو إيجابيا". وفي السياق دعت الحكومة الانتقالية الليبية أمس كل الكتائب المسلحة إلى مغادرة طرابلس والبقاء بعيدا عن الساحة السياسية، وذلك إثر قرار رئيس البرلمان استقدام قوة من الثوار السابقين من مصراتة (غرب) "لحماية العاصمة". وجاء في بيان تلاه وزير الثقافة حبيب الأمين: "ناشدت الحكومة كافة قيادات الكتائب المسلحة في نطاق طرابلس الكبرى الخروج منها والابتعاد عن المشهد السياسي لحماية المدينة وسكانها".