جذبت محافظة ضباء - 180 كلم غرب تبوك - مئات السياح الغربيين الذين انتقلوا عبرها من سواحل مصر إلى منطقة تبوك، باحثين عن تلك الشواطئ البكر والغنية بالشعب المرجانية، إضافة إلى المناطق الأثرية التي تستقطب أعدادا كبيرة من المتنزهين من مختلف مناطق المملكة خلال الإجازات؛ إلا أنها ما زالت تنتظر اهتماماً أكبر من الجهات المختصة لتهيئتها بالخدمات الداعمة. محطة للاستمتاع بالطبيعة يتحدث إبراهيم بن عاصي -مهتم في المجال السياحي- عن أن ضباء شكلت خلال فترة زمنية موقتة جسراً لعبور مئات السياح الغربيين، من مصر إلى منطقة تبوك، مشيراً إلى أنهم كانوا يحصلون على تأشيرة سياحية موقتة، مما أسهم في توافد المئات منهم بشكل يومي على المناطق الأثرية بتبوك، وعلى شواطئ ضباء البكر، مؤكداً أن تلك المناطق نالت إعجابهم بشكل كبير، وقال "تنوعت جنسياتهم بين الأوروبية والأميركية، وكانوا يتحدثون بذهول عن جمال وغنى المنطقة بالمقومات السياحية"، لافتاً إلى أن "توافدهم أسهم في إنعاش الحراك السياحي قبل أن تتوقف التأشيرات". ويذكر محمد العبيدان -أحد المتنزهين- أنه اختار ضباء لتعدد الأماكن السياحية من برية وبحرية، مضيفاً أن الأجواء بشاطئ شرما والخريبة معتدلة معظم أيام العام، مبديا إعجابه بالطبيعة الخلابة والجبال الشاهقة في منطقة الديسة، القريبة من ضباء، لتوافر العيون العذبة الجارية فيها. وأوضح الغواص محمد الصميلي -رئيس رابطة غواصي البحر الأحمر بتبوك- أن الأجواء الربيعية بضباء تجذب الغواصين للتحليق في الفضاء المائي، مضيفاً أن الغوص في ضباء متعة لا يعرفها إلا من كسب جولة في هذه الأعماق لصفاء الرؤية وانعدام التيارات وتعدد التضاريس واختلاف الكائنات الجميلة غريبة الألوان والأشكال، موضحاً أن أعماق البحر بضباء تختلف عن غيرها، كونها بيئة آمنة للغواصين، فأعماقها معقولة وشعابها غير خطرة. حتى تكتمل الصورة أحمد حماد السبيعي -أحد محبي رياضة الغوص- أكد أيضاً أن شواطئ ضباء غنية بالشعب المرجانية متعددة الإشكال، إلا أن غياب النظافة والخدمات يحول دون استمتاع الكثير من المتنزهين بها، مطالباً الجهة المسؤولة كالبلدية وهيئة السياحة بتوفير المرافق الخدمية للمتنزهين كالبوفيهات والمطاعم ودورات المياه وغيرها من الخدمات، بما يعزز من السياحة في تلك الأماكن. ويذكر ماجد أبوحسبو -مدرب غوص وأحد أفراد مجموعة غواصي الحرية بتبوك- أن شواطئ ضباء وخصوصاً "الليانا ومرير بالمويلح، والسجدة، وكورنيش عيانة، وكورنيش أرامكو، وشاطئ زبيدة" هي الأجمل من حيث الطبيعة، وكذلك مناسبتها للغوص، وقال "بقاء الشواطئ على طبيعتها هو الجمال الحقيقي لها، والجزء الآخر والمكمل لجمالها هو نظافتها والمحافظة عليها"، مشيراً إلى استيائه من توسع الشركات والمؤسسات الواقعة على البحر بأخذ حيز كبير من مساحة الشواطئ. مشاريع سياحية المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة بمنطقة تتبوك ناصر الخريصي أشار إلى وجود رؤية سياحة تنفذها البلديات لدعم هذه الواجهات السياحية، وذلك ضمن استراتيجية تطوير ساحل البحر الأحمر، مؤكداً أن محافظة ضباء ذات واجهات سياحية مميزة، وقال :هناك الشواطئ والجزر والأماكن التاريخية والتراثية والمواقع الطبيعية ذات المياه الجارية طوال العام في الديسة، ويأتي في مقدمة المشاريع السياحية في محافظة ضباء استكمال تطوير وسط محافظة ضباء وتطوير السوق القديم ومشروع محور الحركة الرابطة بين المتنزه الجبلي والمنطقة التاريخية وقلعة الملك عبدالعزيز وكذلك المحافظة على المواقع التراثية العمرانية والبدء في مشروع مرسي ضباء الترفيهي، وتطوير المواقع السياحية فيها وفي مركزي شرماء والخريبة، أما بلدية شواق فهي تعمل جاهدة لتطوير المواقع السياحية المميزة في قرية الديسة من خلال تحسين مدخل القرية، ومشروع المتنزه الجبلي، وتطوير منطقة التخييم، ومشروع تطوير عين الديسة والعمل على التوسع في الخدمات المساندة من اتصالات ونزل سياحة". وأكد الخريصي سعي فرع الهيئة بالشركة مع أمانة وبلديات المنطقة إلى تنفيذ مشاريع سياحة استكمالا لما تم تنفيذه من قبل الهيئة من تأهيل لمواقع أثرية وتهيئة لمواقع سياحية وترميم لقلاع تاريخية في تبوك وتيماء وحقل وضباء والوجه وأملج، وقال "هناك خمس مدن سياحية تنفذها البلديات في محافظات حقل، والبدع، وضباء، وحقل، وأملج، وهى نواة لمدن ساحلية سياحية متكاملة"، بالإضافة إلى مشاريع سياحية تقام من خلال رؤى سياحة أسهم فرع الهيئة في تقديم تصاميمها بإشراف ومتابعة من فريق استشاري"، وأضاف "من هذه المشاريع تطوير المنطقة التاريخية بالوجه وتطوير السوق القديم وإنشاء مرسى ترفيهي، وفي محافظة حقل تتواصل أعمال التنمية السياحية فهناك مرسى ترفيهي صمم وسينفذ من قبل البلدية، ومشروع النزل البيئي في علقان، ومشروع تطوير حديقة النخيل، ومشاريع الفنادق والمنتجعات السياحية". وبين الخريصي التنسيق مع بلدية محافظة أملج لتطوير المنطقة القديمة وتحسين وتجميل الشواطئ وتنظيم وتطوير الفعاليات، وكذلك العمل المستمر في تيماء لإعادة تأهل سوقها وتسهل الوصول إلى آثارها وتراثها، من خلال مراكز استقبال الزوار ومتحف تيماء للتراث، وكذلك في محافظة البدع، حيث الاهتمام بالمواقع التاريخية، مثل مغاير شعيب وبئر السعدني وعين مقناء وموقع طيب اسم، وشواطئ قيال.