لم تعد "عيون المها بين الرصافة والجسر" كما قال الشاعر العباسي علي بن الجهم ي"جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري" فقد انتهى الأمر إلى عيون ملونة حسب الطلب متوفرة في أقرب صيدلية. لقد تغير العالم، هذا ما خرج به موقع صحيفة الشروق الجديد http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=267052 بعد أن تفحص موقع مجموعة على الفيس بوك تدعو إلى حذف عشر أغنيات عربية شهيرة لأنها لم تعد تنسجم مع الواقع، كما لو أن التسعة ملايين أغنية أخرى هي واقعية محضة. الأغاني التي اختارها الموقع ذات صبغة عربية مثل: وحدة ما يغلبها غلاب، خلي السلاح صاح، بلاد العرب أوطاني، وطني حبيبي وطني الأكبر، أعطني حريتي أطلق يديا وهي من أغنية الأطلال لإبراهيم ناجي، أجراس العودة، عربي أنا فاخشيني، خضرا يا بلادي خضرا، على بابي واقف قمرين، وأخيراً عنابي ياخدود الحليوة، لأن خدود الحليوة غدت من السيليكون. المبررات التي قدمها الكاتب، لها طابع ساخر، ولكنها تنم عن تحول ثقافي نشهد مظاهره يوميا في كثير من المجالات، لماذا مثلا يجب أن يبقى السلاح صاحيا في الوقت الذي اختار فيه العرب السلام كاستراتيجية أبدية، وقد تغلبت الفرقة على الوحدة فلم يعد ثمة معنى لأغنية وحدة ما يغلبها غلاب، وبلاد العرب أوطاني أصبحت أشبه بنكتة، في حين أن أجراس العودة لم تعد تدق فقد استبدلت بالبوق اليهودي على أسوار القدس، وهل العربي ذو أهمية حتى تخشاه المرأة كما يدعي يوري مرقدي وعلى ماذا تخشاه المرأة وقد أثبتت الدراسات أنه أقل فحولة من باقي رجال العالم، ثم لماذا يجب أن نغني مع أم كلثوم أعطني حريتي أطلق يديا مادامت قيودنا في معاصمنا بمحض إرادتنا، وهل بلادنا خضراء لنغني لها خضرا يا بلادي خضرا أما خدود الحليوة فأصبحت محشوة بالسيليكون، وعيونه بلاستيك من ماركة "فريش لوك" وأضاف إليها رموش مصنوعة من شعر الماعز، وبهذه الطريقة يمكن تحويل بومة إلى عارضة أزياء، لذلك لم يعد الرجل يثق بما تراه عيناه، فوجب عند ذلك أن يتحسس بيديه ليتأكد من أن كل ما يراه من جمال ليس مزيفا.. وآه يا سيدي لو لم يخلق الله فرساتشي ماذا سيكون عليه حالنا، وتخيل أن المغني العربي يدعي أن على بابه "واقف قمرين" ونحن بقمر واحد بالكاد نتفق عليه مع كل رمضان، فكيف لو كنا باثنين.