نفت عميدة كلية علوم الأسرة بجامعة طيبة الدكتورة سها هاشم عبدالجواد أن يكون للصوم علاقة بغياب الموظفين عن أعمالهم وأنه يضعف المجهود البدني وكذلك التفكير والنشاط. مشيرة إلى أن ما يتوقف خلال فترة الصوم هو الهضم والامتصاص وليست التغذية. وقالت الدكتورة سها المتخصصة في تغذية الإنسان: إن هناك اعتقادا خاطئا ساد لدى الكثير من الناس بأن صومهم يؤثر سلبا عليهم حيث لا يتناولون الوجبات المعتادة مما يجعلهم يلتهمون وبشراهة كل ما تقع عليه أيديهم من حلويات وشراب في رمضان. وبينت الدكتورة سها أن اعتقاد الكثيرين بأن الصيام يضعف المجهود البدني ويؤثر على النشاط البدني فيميلون إلى النوم وقلة التركيز وأخذ إجازات من أعمالهم. وهذه المعتقدات ترجع إلى الجهل العلمي بطبيعة الصيام وفوائده. وأشارت إلى أن الصيام المثالي هو تعجيل وجبة الإفطار والحفاظ على وجبة السحور الخفيفة، وليس تأخير السحور وملء المعدة ثم النوم. في حين أنه لا بد من الحركة والنشاط وقت الصوم. وتقول الدكتورة عبدالجواد: أثناء الصيام ما يتوقف هو الهضم والامتصاص وليس التغذية، فخلايا الجسم تعمل بصورة طبيعية، وتحصل على جميع الاحتياجات اللازمة لها حيث يتيح الصيام تمثيلا غذائيا فريدا، إذ يشتمل على مرحلتي البناء والهدم، فبعد وجبتي الإفطار والسحور، يبدأ البناء للمركبات المهمة في الخلايا، وتجديد المواد المختزنة التي استهلكت في إنتاج الطاقة. وبعد فترة امتصاص وجبة السحور يبدأ الهدم فيتحلل المخزون الغذائي من "الجليكوجين" المخزن في الكبد إلى سكر الجلوكوز الذي يعتمد عليه بشكل خاص المخ البشري وخلايا الدم الحمراء والجهاز العصبي، وتتحلل الدهون لتمد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء الحركة والنشاط في نهار الصيام. وأضافت: أن مدة الصيام الإسلامي والتي تتراوح من 12-16 ساعة في المتوسط يتوفر فيها تنشيط جميع آليات الامتصاص والتمثيل الغذائي (الاستقلاب) بتوازن، فتنشط آلية تحلل "الجليكوجين" وكذلك أكسدة الدهون وتحللها وإمداد الجسم بالجلوكوز اللازم لإنتاج الطاقة، ولا يحدث للجسم البشري أي خلل في أي وظيفة من وظائفه. وبينت أن بعض العادات الخاطئة في الصيام والتي من بينها تناول كميات كبيرة من الطعام وخاصة في وجبة الإفطار تؤثر على نشاط الفرد وعدم قدرته على القيام بالفروض الدينية. وأكدت أن تناول الحلويات في الإفطار والسحور يؤثر سلبا على الإنسان، حيث يحصل على طاقة تزيد عن الحاجة وغير مستهلكة مما يزيد من وزن الجسم نتيجة ميزان الطاقة الموجب مع عدم ممارسة أي نشاطات أو مجهود جسماني كالصلاة مثلا أو الذهاب إلى المسجد أو السوق بدون استخدام السيارة. وبذلك يفقد جسده أنشطة مفيدة تكسب الجسم نشاطا وحيوية ونوعا من صور صرف الطاقة الزائدة.