نجح فريق العروبة الكروي الأول "فخر الجوف" بتحقيق المركز الثامن بمحصلة 29 نقطة، في أول مشاركة في تاريخ الفريق بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، بعد صعوده الموسم الماضي، وكان ملعبه محرجا للكبار، حيث يعد الملعب الوحيد بالمسابقة الذي فشل بطل الدوري في الفوز عليه. تجهيز الملعب بدأت رحلة إدارة النادي بعد الصعود لدوري الكبار في جدل بين اللعب بالجوف وخارجها؛ لعدم جاهزية الملعب وموافقته لاشتراطات الاتحاد الآسيوي، لكنها تركت الجدل وسعت جاهدة بتعاون من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بتجهيز المتطلبات الرئيسة للملعب لإقامة المباريات، وعمل عليه مقاول من أبناء الجوف على مدار الساعة، حتى نجحت الإدارة في تجهيزه ليلة الجولة الثانية من الدوري كمرحلة أولى، وشملت غرف اللاعبين والمركز الإعلامي وقاعة المؤتمرات وغرفة الحكام والمنشطات، وتزامن ذلك مع تفجير أول المفاجآت بالفوز على الاتحاد في أول مباراة تحتضنها الجوف بتاريخ الدوري. ولم تتوقف الإدارة عند تحقيق المتطلبات، بل نجحت باستكمال متطلبات الملعب الذي سيكون جاهزا مطلع الموسم المقبل بعد زيادة المدرجات وتغيير الإضاءة وتركيب لوحة نتائج وتطوير المقصورة الرئيسة. إعداد فريق يقول المشرف العام على الفريق، خالد العويش، "إعداد الفريق للموسم الأول لم يكن سهلا، إذ كنا أمام فريق جديد، ورغم قلة الخبرة نجحت الإدارة في مرادها، وكان الفريق مفاجأة للدوري"، مستشهدا بالمركز الذي حصل عليه في أول مشاركته. واعترف العويش بأنهم لم يوفقوا كثيرا باللاعبين الأجانب، إذ رأى أنهم لم يكونوا علامة فارقة في الفريق، خلاف المحليين الذين نجح عدد كبير منهم، مؤكدا أن فريقه كان صعبا على ملعبه ويحسب له الكبار بالدوري قبل الفرق الأخرى، مضيفا "عدد من المدربين أكدوا صعوبة العروبة على أرضه وخارجها، حتى إننا حصلنا على نقاط من جميع فرق الدوري عدا الهلال، وكنا من أقل الفرق خسارة". التعادلات أطلق المتابعون على العروبة "ملك التعادلات"، بعد أن تخطى الرقم القياسي للدوري ب14 تعادلا.ويرى نائب رئيس النادي، حمود الشمري، أن سبب التعادلات هو ضعف خط الهجوم، مدللا بأن أكثر مهاجمي الفريق سجل 4 أهداف بالدوري، وهو رقم ضعيف، غير أنه نوه إلى قوة الدفاع وعمل الجهاز الفني الذي نجح بجمع عدد كبير من النقاط عن طريق التعادلات، مضيفا "كان مبدأ المدير الفني جميل القاسم "إن لم تفز لا تخسر". وزاد "حاولنا جاهدين خلال التنقلات الشتوية تعزيز الفريق بلاعب صندوق، ولكننا لم نوفق لصعوبة الحصول على لاعب جاهز خلال الفترة الشتوية". الوجود الإعلامي وجود النادي إعلاميا كان بشكل لافت في الدوري، خاصة من خلال تصريحات رئيسه مريح المريح، الذي يدافع بقوة عن فريقه ولا يقبل الحديث عنه، وكان صاحب حضور مميز وانتقادات لاذعة. وحسب الأمين العام للنادي، ياسر العلي، إن العروبة حمل لواء الجوف، وكان حريصا على استغلال المساحة الإعلامية الكبيرة التي يتمتع بها الدوري لإبراز المنطقة، مبينا أن المركز الإعلامي بالنادي أعد نشرة دورية مع كل مباراة عن مناسبات المنطقة وأحداثها، زود بها مراسلي ومعلق المباراة للتنويه عنها، وكذلك اختيار شعار "فخر الجوف" و"حلوة الجوف" لذكر المنطقة، كما حمل لاعبو الفريق لافتات تشير إلى مناسبات المنطقة، مؤكدا نجاحهم في ذلك، وتحقيق مكتسبات كبيرة للمنطقة إعلاميا. الاستثمار بالرغم من المشاركة الأولى للعروبة بالدوري، إلا أن إدارته رفضت أن يظهر فريقها دون رعاة، وأبهرت كثيرا من المتابعين بنجاحها بتوفير 3 رعاة لقمصان الفريق، إضافة إلى عدد من الاستثمارات بالنادي. وبين عضو مجلس الإدارة، عبدالعزيز الرويلي، أن العروبة كان من أوائل الأندية التي وقعت مع إحدى شركات المشروبات ليكون منتجها المشروب الرسمي للنادي، ونجحت في استثمار قمصان الفريق بالدوري واللوحات الدعائية. حراك اقتصادي شكلت المشاركة الأولى بالدوري حراكا اقتصاديا بالجوف، وكشف فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ارتفاع إشغال الشقق السكنية والفنادق في المنطقة لنسبة وصلت إلى 96% أيام مباريات الفريق في دوري عبداللطيف جميل في الجولات التي تقام على ملعبه بالمنطقة. وبين المدير العام للفرع، حسين الخليفة، أن دوري جميل كان نقطة جذب سياحي جديدة للمنطقة، التي تحظى بعدد من المميزات ما بين الآثار والطبيعة، لافتا إلى أن بعض مباريات الدوري صادفت مهرجانات الجوف ورفعت عدد زوارها. من جانبه، أكد عضو مجلس الإدارة سلمان البديوي، أن صعود العروبة حقق كثيرا من المكتسبات للمنطقة على الصعيد الاقتصادي والإعلامي، إذ تشكل المباريات نقطة جذب للجماهير، خاصة في ظل وقوعها متوسطة بين المناطق الشمالية، مما ساعد على الوصول برا للمنطقة، كما تم عقد شراكة مع مجلس الشباب في المنطقة للتسويق للأسر المنتجة أيام المباريات. يذكر أنه سبق لشركة أرامكو أن طالبت جدول الدوري لرفع نصيب محطات المنطقة من الوقود أيام المباريات الجماهيرية. فاتورة ب12 مليونا كشف عضو مجلس الإدارة، المدير المالي للنادي، مونس الضوي، أن فاتورة الدوري بلغت نحو 12,5 مليون ريال، وقال: "الإدارة نجحت في تغطية الفاتورة، وفي القريب العاجل سيتم تصفية ديون النادي كافة من مستحقات لاعبين أولا وغيره". ..والإدارة تفاوض بونياك الجوف: تيسير العيد شكلت إدارة نادي العروبة لجنة خماسية لإعداد فريقها الكروي الأول لموسم جديد في دوري عبداللطيف جميل، حيث ستقوم اللجنة بالبحث عن مدير فني للتعاقد معه بعد صرف النظر للتجديد من التونسي جميل القاسم، ودراسة عدد من ملفات اللاعبين المحليين والأجانب. وعلمت "الوطن" أن أبرز الأسماء التي تفاوضها الإدارة العرباوية مدرب الجهراء الكويتي الصربي بوريس بونياك، ومدرب النهضة السابق جلال القادري، وكشفت المصادر أن الإدارة تنوي التجديد للمصري إبراهيم صلاح فقط من بين الأجانب، وعلى مستوى المحليين فإنها تسعى للتجديد مع أغلب لاعبيها الموسم الماضي.